بعد السقوط المدوي امام بلجيكا بخماسية وتبخر حلم التاهل الى الدور الثاني لن يكون امام المنتخب التونسي من خيار سوى انهاء مشاركته بانتصار معنوي على بنما يوم الخميس القادم في سارنسك في اطار الجولة الختامية من منافسات المجموعة السابعة ضمن الدور الاول للمونديال الروسي لتحقيق المصالحة مع جماهيره ووضع حد لمسلسل الاخفاقات المتتالية لكرة القدم التونسية بكاس العالم بعدما عجزت لمدة اربعة عقود عن تلمس طريق الفوز.
الاصداء القادمة من مقر اقامة بعثة المنتخب بموسكو تفيد بان رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء اجتمع باللاعبين والجهاز الفني لاخراجهم من حالة الاحباط وحثهم على ضرورة طي صفحة لقاء بلجيكا والانصراف الكلي للتحضير لمقابلة بنما من اجل الخروج من هذا المونديال على الاقل بانتصار هو اضعف الايمان يساهم في تحسين صورة المنتخب واحتواء حالة الاحتقان والغضب التي تسود الشارع الرياضي.
من هنا كان لزاما العمل على ترميم معنويات اللاعبين المنهارة لاخراجهم من دوامة الشك وانتشالهم من خندق النتائج السلبية لذلك كثف الاطار الفني من اجتماعاته باللاعبين في اتجاه اعادة الثقة ورفع درجة جاهزيتهم على مستوى الحضور الذهني لدخول المواجهة الاخيرة امام بنما بتركيز كبير على امل تحقيق فوز يحفظ ماء الوجه بعد الاداء الهزيل امام بلجكيا.
كوادر المنتخب على غرار ايمن البلبولي ووهبي الخزري والفرجاني ساسي حاولوا توظيف خبرتهم الكبيرة بمثل هذه الاجواء الثقيلة لتوفير الاحاطة النفسية لبقية زملائهم وتحفيزهم على الظهور بوجه مغاير خلال اللقاء الاخير امام بنما لانتزاع العلامة الكاملة وانهاء هذه المشاركة على وقع ايجابي لتخفيف وطاة صدمة الخسارة المخجلة امام « الشياطين الحمر ».
بالتوازي مع ذلك تواصل لعنة الاصابات ملاحقتها للاعبي المنتخب خلال هذا المونديال فبعد حارس المرمى معز حسان الذي غادر المونديال بعد تعرضه لخلع في الكتف اثناء المباراة الاولى امام انقلترا جاء الدور على الثنائي ديلان برون وصيام بن يوسف اللذين لن يتسنى لهما خوض المقابلة الاخيرة امام بنما بداعي الاصابة اذ يعاني الاول من التواء في الركبة بينما يشكو الثاني من كدمة عضلية.
وضعية ستجبر المدرب نبيل معلول على القيام بتعديلات على تركيبة الخط الخلفي من خلال التعويل على حمدي النقاز في مركز ظهير ايمن ويوهان بن علوان في المحور غير ان ما يؤرق الاطار الفني ليس غياب العناصر المصابة على اهميتها وانما طريقة التنشيط الدفاعي بعد المردود المهزوز الذي رافق الظهور الاخير امام بلجيكا وهو ما قد يدفع ثمنه علي معلول الذي تبين بالكاشف انه لم يستعد بعد كامل مؤهلاته البدنية منذ اصابته في اللقاء الودي امام اسبانيا ما يجعل اسامة الحدادي مؤهلا لتعويضه على الرواق الايسر.
الجاهزية البدنية ستكون مفتاح النجاح خلال مباراة بنما باعتبار ان المنافس يملك على تواضع امكانياته الفنية عناصر ذات بنية جسمانية قوية وسرعة فائقة تتطلب من لاعبي المنتخب لياقة عالية لكسب الالتحامات والحوارات الثنائية حتى لا يتكرر مشهد الدقائق الاخيرة من لقاء بلجيكا عندما انتاب الارهاق الفريق وعانى بعض اللاعبين من حالات انقباض وشد عضلي.
هذا وسيجري المنتخب التونسي اليوم الاثنين حصة تدريبية بداية من الساعة السابعة مساء بتوقيت موسكو على ملعب سترويلت قبل ان يشد الرحال غدا الثلاثاء الى مدينة سارنسك على متن رحلة خاصة حيث سيجري حصتين تدريبيتين قبل المواجهة الاخيرة امام بنما.
من جهة اخرى غادر المدافع ديلان برون يوم الاحد مقر اقامة المنتخب بموسكو بعد تاكد غيابه عن مباراة بنما وخضوعه لفترة راحة تستوجب ستة اسابيع.
