قدر خبراء في مجال الحد من الأسلحة الفترة الزمنية والكلفة المالية اللتين قد يتطلبها إتمام عملية نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية، في حال تم التوصل إلى اتفاقية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون خلال لقائهما في سنغافورة، بأنها قد تصل إلى عشر سنوات وبتكلفة تبلغ 20 مليار دولار.
ونقلت شبكة /صوت أمريكا/ عن داريل كيمبال، المدير التنفيذي لجمعية الحد من الأسلحة في واشنطن، قوله أن « العمل الشاق لم يبدأ بعد، والأمر سيتطلب طاقة هائلة ومتواصلة من جانب الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان والصين وكوريا الشمالية ».. مضيفا أن « العملية (إتمام نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية) ستكون طويلة ومتعددة السنوات ».
ومن جانبه، قال كون هيوك تشول، الأستاذ في مجال استراتيجية الأمن بجامعة /كوكمين/ في كوريا الجنوبية، إن تحقيق هدف الولايات المتحدة بنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية بصورة تامة ولا رجعة فيها وقابلة للتحقق قد يتكلف زهاء 20 مليار دولار، في ظل حجم الترسانة النووية الواسعة والكبيرة التي تملكها بيونغ يانغ.
واعتمد كون في تقييمه، الذي نشره في دراسة له بهذا الصدد ، على اتفاقات نووية سابقة مع كوريا الشمالية وخبرة أوكرانيا في تفكيك ترسانتها النووية عقب انهيار الاتحاد السوفياتي في تسعينيات القرن الماضي.
وأضاف « خلال عملية التفكيك النووي لأوكرانيا، تم نقل جميع الرؤوس النووية الاستراتيجية التي تملكها أوكرانيا إلى روسيا وجرى تفكيكها هناك. ولإتمام ذلك، وفرت الولايات المتحدة حاويات على نطاق واسع ودعم تقني للمساعدة في عملية التفكيك النووي بطريقة آمنة ».
وقدر كون، في دراسته، أن الأمر سيتكلف 5 مليارات دولار لتفكيك الترسانة النووية لكوريا الشمالية والمنشآت الداعمة، و 5 مليارات دولار أخرى لوفاء الولايات المتحدة بتعهدها الذي نصت عليه اتفاقية نووية مع كوريا الشمالية وقعت في عام 1994، ببناء مفاعلين للماء الخفيف لتوليد الطاقة الكهربائية.. وإضافة إلى ذلك، 10 مليارات دولار أخرى في شكل مساعدات اقتصادية كمكافآت لإقناع القيادة في كوريا الشمالية بالتخلي عن قوة ردعها النووية والمساعدة في نقل ما بين 3 آلاف إلى 10 آلاف عامل نووي إلى مهن أخرى.
وفي السياق ذاته، ذكر تقرير لجامعة /ستانفورد/ الأمريكية إن تفكيك البرنامج النووي لكوريا الشمالية بشكل دائم قد يستغرق أكثر من 10 سنوات.
وفي هذا التقرير، أجرى عدد من الخبراء والباحثين والأساتذة المتخصصين دراسة مفصلة حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية، ووضعوا قائمة بفئات محددة يجب التحقق منها من قبل مفتشين أجانب: وتتضمن هذه القائمة المواد الانشطارية النووية من البلوتونيوم، والتريتيوم للقنابل الهيدروجينية، واليورانيوم المخصب، والمفاعلات النووية، ومنشآت الطرد المركزي، والصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، ومحركات الاختبار، ومركبات الإطلاق الفضائية.
واقترح معدو الدراسة أن تتم عملية نزع السلاح النووي على ثلاث مراحل: تتضمن وقف أي أنشطة إضافية لمدة عام، والبدء بالتفكيك خلال خمس سنوات، والقضاء نهائيا وبشكل دائم على القدرات النووية لكوريا الشمالية خلال 10 سنوات.
ويقدر عدد الرؤوس الحربية النووية التي تملكها كوريا الشمالية بين 20 إلى 80 رأسا، إضافة إلى عدد من المواقع النووية المعروفة والسرية، وآلاف الصواريخ الباليستية التي يمكن إطلاقها من مركبات متنقلة، وغيرها من الأسلحة المتقدمة.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح سابقا بأنه يتوقع « نتائج إيجابية جدا » من القمة التي سيعقدها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، يوم / الثلاثاء/ القادم بسنغافورة.. وقال إن هذه القمة من المحتمل أن تشكل بداية لمسيرة حل الخلافات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بشأن نزع السلاح النووي للأخيرة.
وبدوره، صرح وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس يوم /الأحد/ الماضي بأن كوريا الشمالية لن تحصل على إعفاء من العقوبات إلا بعد اتخاذ خطوات ملموسة تجاه نزع سلاحها النووي بطريقة قابلة للتحقق ولا رجعة فيها.