تعليقا على كلمة رئيس الحكومة التي توجه بها ليلة امس الثلاثاء ،قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي: « تبين بعد هذه الكلمة أن الأزمة سياسية بامتياز ولا علاقة لها بالاستحقاقات الوطنية والاجتماعية التي تنتظرها فئات واسعة من الشعب التونسي، وأنها مرتبطة بتقسيم المواقع والنفوذ والمحطات السياسية القادمة ».
وأضاف الطبوبي في تعليقه الوارد على الصفحة الرسمية لاتحاد الشغل بالفاسبوك اليوم الاربعاء قائلا: « إننا ننأى بأنفسنا عن سياسة المخاتلة والكر والفر، ونعتبر في المقابل، أن وضع البلاد يتطلب الصراحة المسؤولة بعيدا عن المحاباة والمجاملة ».
وذكر بأن وثيقة قرطاج الأولى هي أرضية التقييم الموضوعي، وأن الحكومة قد فشلت بكل المعطيات والمؤشرات في تحقيق الحد الأدنى من تلك المضامين ضاربا مثالا لذلك بالدول الديموقراطية التي تستيقل فيها الحكومات في مثل هذه الحالة مع تقديم الإعتذار للشعب.
وأوضح الأمين العام أن الاتحاد لا يحتكم إلى ردود أفعال مزاجية في التعاطي مع أداء الحكومة، بل إلى تقييمات معمقة تعدها مؤسساته وخبراؤه. وجدد التأكيد على أن الاتحاد في حِلّ من كل ارتباط وهو جاهز منذ فترة لجميع السيناريوهات بفضل معرفته الدقيقة بطبيعة الساحة السياسية التونسية، مبرزا أن العودة إلى الوراء لن تقع إلا في خيال أصحابها وأن أبناء تونس الوطنيين والأحرار المخلصين سيواصلون طريق البناء وتحقيق أهداف الثورة بكل عزم وثبات.
و في سياق رده على بعض السياسيين الذين قال انهم يزايدون اليوم بالاستقرار السياسي، اعتبر الطبوبي أن الاتحاد عمل على توفير كل مناخات الإستقرار من دعم الحكومة والاحتكام إلى التشاور والحوار في حل الملفات الشائكة والعالقة مشيرا أن الحكومة توفر لها الاستقرار بما يكفي لكنها بقيت عاجزة لغياب الكفاءات الحقيقية القادرة على تقديم الحلول والبدائل والخروج بالبلاد من الأزمة.
وعبر الطبوبي عن استغرابه من الذين يتحدثون اليوم عن هيبة الدولة في بلاد قال انه « يرتع فيها السفير الفرنسي ويحشر نفسه في أدق المسائل الداخلية دون رادع من أي كان »، مضيفا أن الاتحاد سيبقى قلعة الدفاع عن استقلالية القرار الوطني.
وذكّر الأمين العام بالعودة المدرسية التي وصفها بالمهزلة لهذه السنة وبقاء آلاف التلاميذ دون معلمين وأساتذة مدة أسابيع، وبحالة البؤس والفقر التي تعيشها مؤسسات الصحة العمومية التي باتت عاجزة عن تحقيق الحد الأدنى من الخدمات، وأكد في هذا السياق أن الاتحاد لن يحيد عن ثوابته وقناعاته في الدفاع عن المرفق العمومي.
وكان رئيس الحكومة يوسف الشاهد، توجه مساء أمس الثلاثاء ، بكلمة إلى الشعب التونسي على القناة الوطنية الأولى حول الوضع العام في البلاد اكد فيها عدم تمسكه بمنصبه وعزمه القيام بالتعديلات الضرورية من اجل مزيد النجاعة في العمل الحكومي .
كما حمل المسيرين الحاليين لحزب نداء تونس وعلى راسهم حافظ قايد السبسي مسؤولية « تدمير حزب نداء تونس » معتبرا ان ازمة هذا الحزب لم تعد شانا داخليا بل تسربت الى مؤسسات الدولة واصبحت تمثل خطرا عليها .
