أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران مستمرة في الوفاء بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي الذي وقعته مع القوى الكبرى في عام 2015، وذلك في أول تقرير لها منذ خروج الولايات المتحدة من هذا الاتفاق في الثامن من ماي الجاري.
وذكرت الوكالة في تقريرها الجديد أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ظل عند حدود 300 كليو غرام المنصوص عليه في الاتفاق، وهو الحد الأقصى الذي تم التفاوض عليه لمنع طهران من الحصول على هذه المادة وغيرها من المواد اللازمة لصنع القنابل الذرية.
وأظهر التقرير أن الانشاءات ما زالت متوقفة في مفاعل اراك الذي كانت إيران تعتزم اقامته، والذي يمكن أن ينتج البلوتونيوم اللازم لتصنيع الاسلحة النووية.
ويأتي هذا التقييم الجديد الذي نشرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الوقت الذي أعلنت فيه اليوم الولايات المتحدة فرض عقوبات جديدة على إيران تستهدف خطوط طيرانها في محاولة لإعادة طهران إلى التفاوض على شروط جديدة للاتفاق النووي .
وسبق وأن أعلن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي أن بلاده تسعى إلى العمل مع أكبر عدد ممكن من الحلفاء للتوصل إلى اتفاق جديد لوقف « التهديدات النووية لإيران وطموحاتها الصاروخية و الإقليمية ».
ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في الثامن من ماي الجاري، أعادت الإدارة الأمريكية فرض عقوبات أحادية على إيران، وهددت الدول والأطراف التي سوف تزاول أعمالا معها بإجراءات عقابية، وهو ما أثار حفيظة واستياء خاصة حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين، الذين أكدوا دعمهم الثابت للاتفاق النووي وعدم وجود نية لديهم للانسحاب منه.
وتعهدت بقية الدول الموقعة على الاتفاق النووي وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين بدعم هذا الاتفاق وحماية مصالح شركاتهم التي تتعامل مع طهران، فيما من المنتظر أن يلتقي دبلوماسيون رفيعو المستوى من إيران بممثلين عن القوى الخمس الباقية في الاتفاق في فيينا غدا الجمعة للمرة الأولى منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطوته بالانسحاب.
ووقعت إيران والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، وهي الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين بالاضافة الى ألمانيا، على الاتفاق النووي في مدينة فيينا عاصمة النمسا عام 2015، وبموجبه تعهدت إيران بعدم السعي لإنتاج أو تطوير أي أسلحة نووية، في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الغربية التي كانت مفروضة عليها بسبب الشكوك في برنامجها النووي لكن الاتفاق أصبح خماسيا في الثامن من مايو بعد انسحاب الجانب الأمريكي بشكل أحادي منه.