أكد كاهية مدير الصحة البيئية بالإدارة الجهوية للصحة بالقصرين ناصر المحمدي أن 80 بالمائة من مياه المجامع المائية بالجهة التي تزود التجمعات السكنية والمؤسسات التربوية الريفية « لا تستجيب للشروط والمواصفات الصحية المطلوبة، وهي مياه غير صالحة للشرب، وتشكل خطرا محدقا على صحة الإنسان ».
وأوضح في تصريح إعلامي على هامش يوم تحسيسي وتوعوي حول جودة المياه التأم يوم أمس الأربعاء بمدينة القصرين، أن أسباب تلوث مياه المجامع المائية بالولاية يعود بالأساس إلى « عدم قيام المشرفين على الجمعيات المائية بالصيانة والتنظيف الدوري للخزانات، وعدم حقنها بمادة الجفال، ولتراكم الأوساخ وركود المياه، مما أدى إلى انتشار الأمراض والفيروسات وخاصة منها مرض إلتهاب الكبد الفيروسي صنف (أ) الذي سجلت فيه الجهة ارتفاعا ملحوظا سنة 2017 بحوالي 10 مرات مقارنة بسنتي 2015 و2016″، وابرز أنه « تم تسجيل أكثر من 600 إصابة أغلبها تم اكتشافها في صفوف تلامذة المدارس الريفية ».
وشدّد المحمدي على ضرورة « تضافر جهود مختلف الأطراف ذات الصلة من رؤساء جمعيات مائية ومديري المؤسسات التربوية والمتدخلين في المجال الفلاحي والصحي والسلط الجهوية والمحلية، لتحسين جودة المياه الموجهة لمتساكني الأرياف عبر المجامع المائية في سبيل تقديم خدمة جليلة للمواطنين وماء صالح للشراب لحمايتهم من الأمراض الخطيرة المنقولة عبر المياه والحدّ من انتشارها ».
ولفت بالمناسبة إلى أن « فرق حفظ الصحة والطب المدرسي بالقصرين قامت بحملات تلقيح ضد فيروس الالتهاب الكبدي غير أن القضاء على هذا الفيروس لا يتم بالتلقيح بل بتقيد الجمعيات المائية بالمواصفات الصحية المطلوبة وبقيامها بواجبها على أكمل وجه وتحمل مختلف الأطراف المتدخلة مسؤوليتها الكاملة في إيجاد الحلول الجذرية في اقرب الآجال لتحسين جودة المياه المتأنية عن طريق المجامع المائية ».