أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري, ضرورة التزام لبنان بسياسة « النأي بالنفس » في ظل الصراع الدولي القائم والتطورات العسكرية في سوريا, مشددا على أن الحكومة اللبنانية تعمل على منع انتقال « الحريق السوري » إلى لبنان.
و قال الحريري في كلمة ألقاها خلال مأدبة غداء أقامها تكريما لرجال دين في بيروت أمس الثلاثاء إن « هناك في لبنان من يلجأ إلى الالتفاف على قواعد النأي بالنفس ويستخدم المنابر الانتخابية والاعلامية وسيلة للتهجم على الاشقاء العرب ». مضيفا أن « هذا يشكل اساءة مباشرة لمصالح لبنان وتجاوز حدود الاجماع الوطني في المحافظة على علاقاته مع الدول العربية ».
وأكد أنه « يعمل بشكل مستمر لمنع الحريق السوري من الانتقال إلى لبنان », لافتا النظر إلى « أهمية الوحدة الوطنية الداخلية في مواجهة التحديات واستكمال مشروع بناء
الدولة وحمايته من الاعاصير المحيطة ».
و شدد الحريري على ضرورة التضامن لحماية هوية بيروت وقرارها السياسي والوطني من خلال دعوة أهلها « لرفع نسبة الاقتراع إلى الحد الأقصى وقطع الطريق أمام كل
محاولة لوضع اليد على العاصمة وممثليها », وذلك في إشارة إلى ضرورة المشاركة في الانتخابات البرلمانية اللبنانية المزمع إجراؤها يوم 6 ماي 2018 والتي يتنافس
فيها المرشحون على 128 مقعدا في مجلس النواب اللبناني.
ومع اقتراب موعد الانتخابات النيابية المقررة في 6 ماي المقبل, والتي ستقرر نتائجها عملية إعادة تكوين السلطتين التشريعية والتنفيذية، بات لبنان أشبه بساحة حرب انتخابية تشتعل فيها خطابات الاستقطاب.
وتعتمد الحكومات اللبنانية منذ عام 2011 سياسة « النأي بالنفس » تجاه الازمة السورية بسبب تباين مواقف القوى السياسية اللبنانية حيالها وانعكاس ذلك سلبا
على علاقات لبنان مع الدول العربية وخصوصا مع دول الخليج.