أكد والي القصرين سمير بوقديدة ، مساء أمس الثلاثاء ، خلال ندوة صحفية التئمت بمقر الولاية حول الوضع العام والمسيرة التنموية بالجهة ، أن مسار التنمية بولاية القصرين منذ السبع السنوات الماضية كان متعطلا لعدّة أسباب منها ماهو راجع إلى غياب الرؤية التنموية الواضحة لحاجيات كافة المعتمديات ومنها ماهو متعلق بضعف نسبة التأطير سواء في الإدارات الجهوية أو في مركز الولاية وفي المعتمديات فضلا عن تراخي المقاولين أو عزوفهم عن العمل بالجهة وإلى إضراب المهندسين المعماريين بالولاية لأكثر من ثلاثة أشهر لمصالح شخصية ضيقة لعدد قليل منهم وفق قوله.
وأوضح الوالي أنه تم بعد تشخيص الواقع التنموي ومعوقاته بجهة القصرين ، التي تتذيل قائمة جهات البلاد في مؤشر التنمية الجهوية لسنة 2017 بصفر فاصل 388 بالمائة، وضع خطة تنموية واضحة تشمل مختلف القطاعات ، ففي المجال الفلاحي قال إنه سيتم العمل على تعبئة الموارد المائية باعتبار أن ولاية القصرين هي ولاية فلاحية بالأساس وذلك من خلال المحافظة على مياه السيلان وتعبئتها لاستغلالها في مختلف المجالات الفلاحية والصناعية ، عبر برمجة إحداث سدّ بمنطقة « بولعابة » الواقعة تحت السفح الشمالي لجبل الشعانبي بهدف تخزين حوالي 24 مليون متر مكعب من مياه السيلان بكلفة تقديرية تبلغ 45 مليون دينار ، وبرمجة حفر آبار وإحداث مناطق سقوية في المعتمديات الأقل إستغلالا للموائد المائية منها معتمدية حيدرة ، فضلا عن المحافظة على المائدة المائية عبر التصدّي الفوري لظاهرة الحفر العشوائي للآبار بجل مناطق الولاية ، والتوجه نحو الزراعات والغراسات الأقل كلفة من حيث استهلاك المياه والأكثر مردودية من حيث الإنتاج منها ، أشجار الزيتون والفستق وحب الملوك واللوز « .
وفي المجال الصناعي ومجال البنية التحتية ، بيّن الوالي أنه يجري العمل حاليا على استحثاث نسق إستكمال المشاريع التي هي بصدد الإنجاز وحل إشكاليات المشاريع التي لم تنطلق بعد من مناطق صناعية وطرقات وسكك حديدية …وإعداد الدراسات اللازمة لاستغلال الرصيد العقاري الهام المقدر ب350 هكتار على ذمة الوكالة العقارية للسكن الموجود في مدخل مدينة القصرين واستغلال ال35 هكتارا المقام عليها حاليا مصنع عجين الحلفاء والورق المزمع تحويله إلى المنطقة الصناعية طريق تالة ، بغية توفير الأرضية الملائمة لجلب المستثمرين وجعل مدينة .القصرين مدينة يطيب فيها العيش تتوفر على كل مواصفات الحركة التجارية العصرية « .
وبخصوص القطاع السياحي ، شدّد بوقديدة أنه سيتم العمل على تثمين المخزون المادي واللامادي بمختلف ربوع الجهة وذلك من خلال صيانة بعض المواقع الهامة على غرار المعلم الأثري السليوم بالقصرين المدينة التي انطلقت مؤخرا ، ومن خلال وضع المسلك السياحي الثقافي بالولاية حيز التنفيذ وربطه بقطاع الصناعات التقليدية المميزة للجهة  » ّ
أما قطاع التشغيل فقد أعلن الوالي عن بعث لجنة جهوية للإستثمار تتكون من مختلف الفاعلين في المجال بالتنسيق مع المعتمدين ، مشيرا في ذات الإطار إلى أنه تم الانطلاق منذ يومين في تنظيم ورشات جهوية لفائدة أصحاب أفكار المشاريع بهدف تشجيعهم على بعث المشاريع متناهية الصغر وتبسيط الاجراءات الادارية .
و في ختام كلمته أكدّ سمير بوقديدة على ضرورة تضافر جهود مختلف الأطراف المتدخلة في القطاعات المذكور وغيرها لدفع عجلة التنمية بمختلف مناطق الجهة والقطع مع أسباب تعطل المشاريع وصرف الاعتمادات المرصودة لها منذ سنة 2011 إلى اليوم والمقدرة ب1262 مليون دينار ، والتي صرف منها 577 مليون دينار فقط والتسريع من نسق إنجاز المشاريع المبرمجة بها حتى تتمكن من طلب اعتمادات إضافية لإنجاز مشاريع جديدة .
وجدير بالذكر أنه تم في إطار الندوة الصحفية الأولى من نوعها بالجهة ، التي حضرها ثلة من الإطارات الجهوية وممثلو مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة بالجهة ، تقديم فكرة عن المشاريع الكبرى التي بلغت اشواطا متقدمة في الإنجاز على غرار مشروع بناء مستشفى جهوي صنف -ب- بتالة التي ناهزت نسبة تقدم إنجازه 65 بالمائة ومشروع الطريق الحزامية بتالة الذي بلغت نسبة تقدم إنجاز 40 بالمائة ،إلى جانب المشاريع التي انطلقت مؤخرا ومنها مشروع توسعة وتهيئة الطريق الوطنية رقم 13 في جزئه الرابط بين مفترق مدينة فوسانة ومنطقة صحراوي بكلفة تقدر ب7 فاصل 5 مليون دينار ، والمشاريع التي ستنطلق قريبا على غرار مشروع بناء 5 أقسام طبية بالمستشفى الجهوي بالقصرين بكلفة تقدر ب11 فاصل 6 مليون دينار كما تم تقديم التوضيحات الضرورية التي تخص بعض المشاريع المبرمجة للجهة ولم يتم تفعيلها بعد منها منطقة التبادل الحرّ بتلابت التي اكد الوالي انه جاري العمل على تفعيل هذا المشروع الهام وغيره من المشاريع المبرمجة منذ سنوات للولاية كمشروع تحويل معتمدية تالة الى قطب للرخام .