قال رئيس مجلس نواب المغرب، الحبيب المالكي، إن « غياب الحوار، والمشاكل الحالية المرتبطة بالقضية الوطنية المغربية الخاصة بوحدة ترابه »، هي أبرز الاشكالات التي تعيق تقدم تجسيد حلم اتحاد المغرب العربي.
وأفاد المالكي، في تصريح صحفي، الخميس، إثر لقائه مع وزير الشؤون الخارجية التونسي، خميس الجهيناوي، بمقر وزارة الخارجية بالعاصمة تونس، بأن المغرب الأقصى تقدم بمجموعة من الاقتراحات على مستوى الأمم المتحدة، وهي اقتراحات أكد أنها تحظى بدعم متزايد من الدول، قائلا في هذا الخصوص  » نتمنى أن ينتصر العقل والحكمة لنكون من صناع مستقبل مغاربي زاهر « .
وأبرز رئيس مجلس نواب المملكة المغربية، أهمية اللقاء الذي جمعه بوزير الخارجية التونسي، معتبرا أنه مثل مناسبة للتأكيد على جملة من الثوابت المتعلقة بديبلوماسية البلدين انطلاقا من تجربتيهما وكذلك نظرتيهما المستقبلية.
وقال في هذا السياق « اعتبرنا في محادثتنا أن تحقيق الاستقرار يعد عنصرا أساسيا لكل تنمية وأن مكافحة الارهاب تعتبر أولوية قصوى » .
وأضاف أن اللقاء تطرق لأهمية التبادل الاقتصادي والسياحي والرفع من مستوى المبادلات، مذكرا بأن تونس والمغرب وقعتا على اتفاقية أغادير الخاصة بإحداث منطقة تبادل حر، وأنهما بلدان مؤسسان للحلم المغاربي، المتجسد في إحداث اتحاد المغرب العربي في سنة 1989.
وبين أن جميع العوامل المتمثلة في الدين والثقافة والتاريخ واللغة، تشكل أرضية صلبة لتفعيل اتحاد المغرب العربي، استجابة لطموحات الشعوب المغاربية، وجعل البلدان المغاربية تكتلا اقتصاديا له نفوذ ووقع، حفاظا على خصوصية المنطقة ومساهمة في توفير جميع الشروط لاستتباب الأمن والاستقرار فيها.
من جانبه، أكد الجهيناوي أن هذه الزيارة المهمة لرئيس مجلس النواب المغربي كانت مناسبة للتداول بشأن العلاقات الثنائية وتأكيد تميزها وتعزيزها لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين، كما تطرقت للمسائل الاقليمية والموضوع الليبي واتحاد المغرب العربي.
وأفاد الجهيناوي بأن لرئيس مجلس النواب المغربي لقاءات هامة تنتظره مع رئيسي الجمهورية والحكومة، معربا عن أمله في أن تكون هذه الزيارة لبنة أخرى في سبيل تطوير العلاقات بين البلدين.
وعن اشكالات التبادل التجاري بين البلدين، أكد الجهيناوي أن وزارتي التجارة والاقتصاد للبلدين في اتصال متواصل وأن هناك عمل على حلحلة الاشكاليات المطروحة لتسهيل المبادلات التجارية، وهنالك رغبة مشتركة في ذلك، وفق تعبيره.
وذكر وزير الشؤون الخارجية بوجود لجنة عليا مشتركة بين البلدين اجتمعت مؤخرا في الرباط، وتم الاتفاق خلالها على تطوير التبادل التجاري »، مشيرا الى أن التبادل التجاري تصل قيمته إلى حوالي 700 مليون دينار تونسي، منها 400 مليون صادرات تونسية.
وحضر اللقاء كل من كاتب الدولة للشؤون الخارجية، صبري الباشطبجي وسفيرة المملكة المغربية بتونس لطيفة أخرباش.
وتعد زيارة رئيس مجلس النواب المغربي الحبيب المالكي إلى تونس من 28 فيفري الى 4 مارس الجاري بدعوة من نظيره التونسي، الأولى من نوعها إلى بلد مغاربي بالنسبة له منذ انتخابه على رأس البرلمان المغربي، وهي تتزامن مع الذكرى 29 لبناء إتحاد المغرب العربي.