نظمت شركة المركب الصناعي والتكنولوجي بالقصرين بالشراكة مع نظيرتها بالكاف ووكالة التعاون الألماني، اليوم الاربعاء، يوما تحسيسيا بفضاء المعهد العالي للفنون والحرف بالقصرين المدينة حول إستعمالات الحجارة الرخامية التي تزخر بها ولايتي القصرين والكاف، وسبل تثمينها بغية إعطائها قيمة مضافة وتسهيل نفاذها إلى الأسواق الوطنية والعالمية في ظل ما يشهده القطاع من إستغلال عشوائي قد يؤدي إلى استنزاف هذه الثروة الطبيعية وتفقير الجهتين منها.
و يهدف اليوم التحسيسي بالأساس إلى تحفيز الشباب على الإستثمار في القطاع، وشهد حضور ثلة من الإطارات الوطنية والجهوية، ومن الأساتذة الجامعيين، والمستثمرين الخواص، وأصحاب أفكار المشاريع، إلى جانب عدد من طلبة المعهد، وتم على هامشه تنظيم معرض تضمن عينات من منتوجات الرخام لتسعة مستثمرين في القطاع بالقصرين.
وفي تصريح لمراسلة (وات) بالجهة، أكد الرئيس المدير العام لشركة المركب الصناعي والتكنولوجي بالقصرين، محسن بوثوري، أن « الشركة المذكورة تعمل بالتعاون مع وكالة التعاون الألماني على تنفيذ برنامج تثمين سلسلة القيم الرخامية التي تنطلق من المقاطع وصولا إلى التسويق وذلك خلال الفترة الممتدة من سنة 2015 إلى جوان 2018″.
وأوضح، في ذات الإطار، أن هذا البرنامج يرتكز بالأساس على برامج تكوين في مختلف حلقات القطاع وعلى تنظيم زيارات ميدانية للفاعلين في القطاع إلى مؤسسات مختصة في تحويل الرخام بتركيا لاكسابهم مزيد من الخبرات وللاطلاع على الآليات المعتمدة هناك والتي ساهمت في تطوير القطاع رغم تواضع نوعية حجارته ».
ولفت بوثوري إلى أن  » ضرورة تقنين القطاع والاستغلال العلمي لمقاطع الرخام والاستئناس بالتجارب الناجحة في العالم تعد من أهم الآليات الكفيلة بتطوير وتثمين ثروة الرخام ذو الجودة العالية بجهتي الكاف والقصرين، وحمايته من الاستنزاف والضياع، وضمان ديموته، والترفيع من قيمته المضافة حتى يعود بالنفع على الجهتين « ، وفق تصوره.
وصرّح بالمناسبة أنه في إطار السعي إلى تطوير عملية إستغلال الثروة الرخامية بالجهة، وتفعيل مطلب أبناء القصرين المتعلق بتحويل مدينة تالة إلى قطب وطني لصناعة وتحويل الرخام، تم يوم 19 جانفي المنقضي تكوين شبكة مؤسسات الرخام بالقصرين تضم مختلف الفاعلين والمتدخلين في القطاع.
و مثل اليوم التحسيسي فرصة طرح خلالها عدد من أصحاب أفكار المشاريع والمستثمرين في مجال الرخام بالجهة جملة من الإشكاليات والصعوبات التي حالت دون تطوير مشاريعهم، وتثمين الثروة الرخامية، من أبرزها غياب التمويل الذاتي، وطول الإجراءات الإدارية وتشعبها، و الاستغلال العشوائي لمقاطع الرخام، وغياب الاطر القانونية الضرورية لتنظيمه .