احتضنت مدينة صفاقس اليوم الاثنين ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الزيتونة، فعاليات ملتقى علمي بعنوان « زيت الزيتون التونسي عراقة، جودة، سمعة » تميز بمشاركة ثلة من الخبراء والباحثين والكفاءات المهنية من تونس وعدد من الدول الأجنبية على غرار الولايات المتحدة الأمريكية واسبانيا وفرنسا والدنمارك والأرجنتين والبرازيل.
كما شارك في هذا الملتقى ممثلو عديد الهياكل العلمية والمهنية على غرار الديوان الوطني للزيت والمجلس الدولي للزيت ومركز النهوض بالصادرات ومعهد الزيتونة بصفاقس ونقابة الفلاحين التونسيين وجامعة صفاقس،وقدمو سلسلة من المداخلات تناولت بالخصوص عديد المسائل العلمية والتقنية لاستخراج زيت الزيتون البكر والزيت البيولوجي وتصديرها فضلا عن الجوانب التاريخية والحضارية لشجرة الزيتون.
وأكد وزير التجارة عمر الباهي لدى افتتاحه أشغال الندوة، دعم وزارته للمهرجان ولكل المبادرات التي تهتم بشجرة الزيتون وتسعى إلى تحسين مؤشرات ترويج زيت الزيتون التونسي على الصعيد الدولي. وذكر أن تواجد 80 مليون زيتونة في تونس يؤكد عراقة هذه الشجرة في الموروث اللامادي للبلاد التونسية.
وأشار الباهي إلى أنه مقابل تسجيل تحسن في الإنتاج الذي بلغ 250 ألف طن، يوجد مشكل الترويج خاصة بالنسبة للزيت المعلب الذي يحقق الإضافة المرجوة. واعتبر أن تثمين الجانب الثقافي وترسخ العادات في تحويل زيت الزيتون وتوظيف النجاحات الدولية للمؤسسات التونسية في المجال، طريق لمزيد النهوض بالقطاع وتطوير مؤشرات الإنتاج والتصدير.
وشدد على دور مختلف القطاعات المتدخلة وفي مقدمتها القطاع السياحي والمنشآت السياحية التي تستقطب السياح الأجانب وتذوقهم زيت الزيتون التونسي، ودعا في هذا الصدد إلى معاضدة جهود الدولة في العناية بقطاع انتاج زيت الزيتون وترويجه من خلال تطوير الأفكار والمبادرات المجددة في مختلف المواقع العلمية والثقافية والسياحية. وقال إن ذلك يمكن من بلوغ مؤشرات أفضل في مستوى التعليب والتصدير وتحسين جودة المنتوج والترويج والتسويق ويساعد على رفع رهان المنافسة.
وأشار الوزير الى أهمية المفاوضات مع الاتحاد الأوربي لالغاء نظام الحصص في تسويق زيت الزيتون التونسي في الأسواق الأوروبية الذي يعد من العوائق التي تحول دون بلوغ الأهداف الاستراتيجية المرسومة للقطاع.
وقال الرئيس المدير العام للديوان الوطني للزيت شكري بيوض (ضيف شرف التظاهرة) إن الخصائص الصحية والغذائية لزيت الزيتون التونسي تعد ميزات تفاضلية لهذا المنتوج الوطني ونقطة قوة للقطاع الذي يساهم في الحركة الإنتاجية للبلاد وفي توفير اليد العاملة النشيطة.
واعتبر أن الشراكة مع الدول الأجنبية تعد إحدى الطرق الناجعة في تحسين مؤشرات الجودة والإنتاج والترويج وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لعدد هام من السكان القاطنين في جوار ضيعات الزياتين.
وأوضح المدير التنفيذي للمجلس الدولي للزيتون لطفي غديرة، أن التذبذب العالمي للإنتاج منذ 2012 ما انفك يؤثر بشكل سلبي على الأسعار نتيجة تخوف المتعاملين الاقتصاديين وذلك في ظل حصول عدم توافق بين العرض والطلب. وبين أنه مقابل التذبذب تشهد الأسعار تساويا إجماليا في السوق العالمية بين مختلف الزيوت المنتجة بما فيها المنتوج التونسي وفق قوله.
وبين في المقابل وجود طلب كبير على استهلاك الزيت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي تعد أول مورد ثم السوق الأوروبية والبرازيل واليابان. وقال لطفي غديرة إن تونس تعد ثالث مصدر للولايات المتحدة (أهم سوق) بعد اسبانيا وتونس وثالث أكبر مصدر بشكل عام.
ودعا الى مواصلة الإشتغال على إنتاج زيت الزيتون البكر وتصديره للأسواق العالمية الواعدة على غرار استراليا والبرازيل والصين واليابان وهولندا
وإقترح الرئيس المدير العام المساعد لوكالة النهوض بالصادرات سمير عزي، وضع خطة استراتيجية للتعريف بخصوصيات وميزات زيت الزيتون التونسي في هذه الأسواق الواعدة.
واستعرض عزي سلسلة من البرامج والآليات التي يعتمدها مركز النهوض بالصادرات لدعم تصدير زيت الزيتون التونسي والترويج له وتعليبه.
وبالموازاة مع المحاضرات العلمية عرف الملتقى تقديم شهادات حية وتجارب ناجحة في تحويل زيت الزيتون وتعليبه وتصديره من قبل مختصين من فرنسا والبرازيل وتونس.
من جهة أخرى أشرف وزير التجارة على لقاء حواري مع رجال الأعمال بصفاقس نظمته غرفة التجارة والصناعة لصفاقس وتناول سلسلة من المسائل الإقتصادية. كما قام بسلسلة من الزيارات الميدانية إلى كل من الإدارة الجهوية للتجارة وسوق الإنتاج للزيتون بقرمدة ونقطة بيع لحوم الأبقار بطريق تونس ومسلخ « شهية » بالمنطقة الصناعية سيدي سالم وثلاث مؤسسات أخرى مختصة في صناعة البلور وتصدير زيت الزيتون والهندسة المعلوماتية على التوالي بكل من المنطقة الصناعية « بودريار 1 وطريق المهدية وصفاقس المدينة.