طالبت الجمعية التونسية « إبصار لثقافة وترفيه ذوي الاعاقة البصرية »، امس الاثنين، الحكومة بتفعيل الفصل 48 من الدستور المتعلق بحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة، وبالالتزام بالمرجعية الدولية لحقوق الانسان في هذا المجال، وبالعمل على ضمان عدم تمييز ذوي الاحتياجات الخاصة عن نظرائهم الاسوياء، والسعي الجاد من أجل إدماجهم في المجتمع.
ودعا رئيس هذه الجمعية، محمد المنصوري، في تصريح لـ(وات)، إلى تفعيل الاتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الإعاقة، وميثاق تونس لحقوق ذوي الإعاقة، علاوة على ضمان كرامة العاطلين منهم عن العمل، وإلى متابعة الطلبات التي تم تقديمها، منذ شهر أفريل الماضي، لكل من رئاسة الجمهورية، ورئاسة الحكومة، ووزارة الشؤون الاجتماعية، والتي لم تلق أي اهتمام، بحسب قوله.
وتتمثل هذه المطالب، وفق المنصوري، في الدعوة الى تطبيق قانون الشغل القاضي بتشغيل نسبة 2 بالمائة من المعاقين في الهياكل والمؤسسات العمومية بما في ذلك وزارتا الدفاع والداخلية، وفي إعادة إصدار بطاقات الاعاقة بطريقة تضمن عدم تدليسها واستعمالها في التسول وطلب المساعدات، وفي تطبيق القوانين المنصوص عليها في بطاقات الاعاقة.
وأكد نفس المتحدث على ضرورة تطبيق قانون النقل المجاني داخل المدن، وبتعريفة تفاضلية بين الولايات، والتطبيق الفعلي للتخفيض بنسبة 50 بالمائة على تذاكر السفر على الخطوط الجوية التونسية، والإعفاء من الطابع الجبائي، إضافة إلى إحداث منحة اجتماعية تقدر ب 200 دينار لذوات وذوي الاعاقة ممن لا فرص لديهم للتشغيل، وتيسير القروض لفائدة هذه الفئة من أجل بعث مشاريع صغرى تساعدهم على ضمان أبسط مقومات العيش الكريم، وتعميم لغة الاشارة في مكاتب العلاقات مع المواطن والمستشفيات والمطارات، وتطبيق كتابة البراي للوثائق ذات الصبغة العمومية.
ودعا رئيس جمعية « إبصار » كذلك إلى أن تكون خطابات رئيس الحكومة الموجهة إلى الشعب مصحوبة بلغة الاشارة، وإلى فتح مناظرة من أجل انتداب الاشخاص ذوي الاعاقة كل حسب خصوصياته، مشيرا، في هذا الصدد، إلى أنه رغم أن القانون يحتم انتداب 350 من الاشخاص ذوي الاعاقة سنويا، إلا أنه لم يتم إجراء أي مناظرة منذ ثلاث سنوات.
وذكر المنصوري في هذا الاطار بان عددا من وذوات وذوي الاعاقة قد نفذوا يوم 23 أكتوبر الجاري وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، من أجل مطالبة الحكومة بتفعيل جميع المطالب المذكورة.
يشار إلى أن الجمعية التونسية إبصار لثقافة وترفيه ذوي الإعاقة البصرية قد تأسست سنة 2012، وترمي أساسا إلى تغيير رؤية الاشخاص ذوي الاعاقة لأنفسهم من أجل المساهمة في بناء وطنهم، والانخراط في الحياة العامة، وتغيير نظرة المجتمع تجاه هذه الفئة باعتبارهم مواطنين قادرين على الخلق والإبداع، وعلى تقديم الاضافة.