يتطلع النجم الساحلي الى حجز تاشيرة عبوره الى الدور النهائي لرابطة ابطال افريقيا لكرة القدم للمرة الرابعة في تاريخه عندما يلاقي يوم الاحد الاهلي المصري على ملعب برج العرب بالاسكندرية (س 18 بتوقيت تونس) لحساب اياب الدور نصف النهائي بعدما حسم جولة الذهاب 2-1 يوم غرة اكتوبر الجاري بالملعب الاولمبي بسوسة.
وسيحاول فريق جوهرة الساحل تكرار انجاز 2007 امام نفس المنافس الاهلي عندما اطاح به في عقر داره على ملعب القاهرة الدولي 3-1 في اياب الدور النهائي للمسابقة ذاتها على طريق احراز اللقب القاري لاحقا.
وينحاز التاريخ الى جانب ممثل كرة القدم التونسية في مثل هذه المرحلة المتقدمة من مشوار كاس رابطة الابطال حيث لم يسبق للنجم الساحلي الانسحاب من الدور نصف النهائي خلال المناسبات الثلاث الماضية سنوات 2004 امام جان دارك السنغالي و2005 امام الرجاء البيضاوي المغربي و2007 امام الهلال السوداني.
وعادة ما كانت المواجهات بين النجم الساحلي والاهلي المصري حافلة بالندية والاثارة وغلب عليها التعادل الذي سيطر على 7 مباريات من بينها 6 دون اهداف مقابل ثلاثة انتصارات للنجم وفوزين للاهلي. واتسمت هذه اللقاءات بنزعة دفاعية وشح في الاهداف بتسجيل 14 هدفا في 12 مقابلة تقاسمها الفريقان بالتساوي وهي ارقام تنبئ بصدام قوي قد تحسمه بعض الجزئيات على غرار كرة ثابتة او ركلة جزاء.
ويدخل النجم الساحلي المباراة برغبة المحافظة على سجله الخالي من الهزائم في هذه المسابقة بعدما توفق الى حد الان في تحقيق 7 انتصارات و4 تعادلات ليبقى بذلك الفريق الوحيد الذي لم يتجرع طعم الهزيمة في النسخة الحالية لرابطة الابطال الافريقية.
وفي مواجهة تتطلب الكثير من الخبرة امام حوالي 50 الف متفرج سيكون النجم الساحلي مدعوا للاستنجاد بتجربة عناصره المحنكة لتخطي هذه العقبة بسلام ومواصلة حلم معانقة اللقب النفيس. ولعل ما يبعث على الارتياح ان تركيبة الدفاع تضم لاعبين ذوي تجربة واسعة بمثل هذه الاجواء الساخنة والمشحونة يتقدمهم ثلاثي المنتخب ايمن البلبولي الذي كان ضمن جيل ملحمة 2007 ورامي البدوي وحمدي النقاز الى جانب الدولي المالي عمر كوناطي مع خط وسط ميدان صعب الاختراق بقيادة الدولي محمد امين بن عمر جندي الارتكاز والوافد حديثا على المنتخب ايمن الطرابلسي الرئة الثانية التي اضحى يتنفس بها الفريق.
ولئن ينتظر ان يتحمل الخط الخلفي العبء الثقيل للمباراة في ظل الضغط المتوقع الذي سيمارسه الاهلي خاصة في الدقائق الاولى من اجل قلب المعطيات فان ذلك لا يعني الجنوح للعب الدفاعي باعتباره قد يكلف النجم غاليا. ويتعين في هذا السياق على زملاء غازي عبد الرزاق احكام التعامل مع الوضعيات الهجومية التي ستتوفر لهم وحسن استغلال المساحات الشاغرة التي سيتركها الاهلي لضرب مرمى الحارس شريف اكرامي وتسجيل هدف قد يكون وثيقة العبور الى الدور النهائي ما سيضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق عناصر خط الهجوم عن طريق كل من المخضرم امين الشرميطي احد صانعي انجاز 2007 بهدفه الثاني في مرمى عصام الحضري او المصري عمرو مرعي المتحفز للاطاحة بابناء بلده او البرازيلي ديوغو اكوستا الذي سيسجل عودته بعدما استوفى عقوبة الايقاف اثر حصوله على البطاقة الحمراء في ذهاب ربع النهائي امام الاهلي الليبي على نفس الملعب برج العرب.
وخلافا للاهلي المصري الذي سيكون منقوصا من ثلاثي بارز احمد فتحي بسبب الانذار الثاني وحسام عاشور وعبد الله السعيد بداعي الاصابة فان النجم الساحلي سيكون مكتمل الصفوف وهو ما سيتيح للاطار الفني بقيادة المدرب الفرنسي هوبار فيلود المزيد من الخيارات الفنية في حساباته التكتيكية التي تبقى مفتوحة امام عدة احتمالات بالاعتماد اما على لاعبي ارتكاز بن عمر والطرابلسي او اضافة عنصر ثالث قد يكون على الارجح حمزة لحمر لمزيد غلق المنافذ امام المنافس وانجاح عملية افتكاك الكرة على المستوى الدفاعي وهو ما يعني سحب متوسط ميدان هجومي الغيني الكالي بنغورا او ايهاب المساكني.
وفي جميع الاحوال يبقى الترشح الى الدور النهائي رهين اداء بطولي من جانب لاعبي النجم الساحلي بالنظر الى قيمة الاهلي نادي القرن في افريقيا بالقابه القارية العشرين وثراء رصيده البشري الذي يضم عدة لاعبين دوليين فضلا عن عناصر اجنبية متميزة بامكانها صنع الفارق بتواجد الجناح الطائر التونسي علي معلول والمهاجمين النيجيري جونيور اجايي لاعب النادي الصفاقسي سابقا والمغربي وليد ازارو.
وفي الدور نصف النهائي الرابع عشر له في رابطة ابطال افريقيا بنظاميها القديم والجديد يراهن الاهلي المصري على كسب ورقة ترشحه الحادية عشرة في سعيه من اجل تعزيز خزائنه المتخمة بالتتويجات بلقب تاسع يدعم به رقمه القياسي بعد سنوات 1982 و1987 و2001 و2005 و2006 و2008 و2012 و2013.
هذا وعين الاتحاد الافريقي لكرة القدم الحكم الجنوب افريقي فيكتور غوميز لادارة هذه المباراة.
