البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

ziara  الزيارةذ

في عرض الزيارة: مراهنة على الايقاع والفرجة

تعد « الزيارة « من انجح العروض الفنية في المهرجانات الصيفية لهذا الموسم  خاصة وانها  كانت حاضرة في اغلب المهرجانات بمختلف ولايات الجمهورية تقريبا  وفي كل مرة ينطلق العرض امام شبابيك مغلقة .اذ سجلت  اقبالا جماهيريا كبيرا  وكأن « الحضرة » تخرج من الزوايا وتصعد الى الركح لأول مرة.

ولعل من اهم عناصر نجاح الزيارة هو تركيز صاحب العرض الموسيقي سامي اللجمي على عنصري الايقاع والفرجة الركحية وهو خيار ساهم بشكل كبير في جلب الجمهور وإنبهاره واندماجه في مختلف الفقرات من بدايتها الى نهايتها .

وان كان  التعويل على الايقاع هو اساس الفن الصوفي في حلقات الذكر والإنشاد إلا ان صاحب العرض عزز هذا الجانب باعتماد الالات الايقاعية التقليدية وتطعيمها بآلات موسيقية عصرية كالباتري والاورغ فهي مراهنة على الايقاع الذي يشتد  احيانا وينخفض احيانا اخرى بالتوازي مع اصوات المنشدين.

 ومن الواضح ان تقديم اناشيد وأغاني من تراث العيساوية و العوامرية – الذي يقوم عليه العرض-  لم يكن  العنصر الاساسي في نجاح  الزيارة بل ان التصور الفني للعمل واعتماد رؤية اخراجية ناجحة ساهمت بشكل كبير في اضفاء جمالية على الركح وخاصة عبر  الاضاءة  والألوان وحركة المنشدين  والتصور الفني للوحات  الراقصين والراقصات وتناسق حركاتهم وإتقانهم للأداء المشهدي  …  ومع ذلك يبقى استغلال وتوظيف التراث  الصوفي عموما وتوزيعه في افضل حلة انجازا في حد ذاته .

فقد شكلت الفرجة الحلقة الاقوى  في العرض على غرار الرقص بأعلام  الزيارة المرفرفة والتى تجاوزت ذلك الثقل المعتاد في حلقات الانشاد الى خفة بارزة وألوان زاهية ومختلفة مما ساهم في رسم لوحة  مقتطعة من عالم الفن التشكيلي اضافة الى التنقل بأطباق الشموع وتأثيث العرض  بمشاهد فرجوية بالتوازي مع الانشاد وهي مواقف تتخلل صفوف المنشدين مثل توزيع الماء  « بالقربة والحلاب »  وتجسيد حالات الجذب من الراقصين والراقصات  ليتم حملهم على الاعناق عند بلوغ الذروة او التخميرة.

وإضافة الى الراقصين والمنشدين سجل احد الشيوخ حضوره بقوة عبر تنقله بين صفوف المنشدين هذا الشيخ العملاق بزيه التقليدي وبمسبحته الضخمة وبحضوره الركحي على امتداد العرض كان نجما بامتياز اضاف الكثير للعرض وجسد احد الادوار المهمة للمريدين في حلقة الانشاد  وهو اختيار  ناجح من قبل المخرج.

وماهو مؤكد ان  كل المهرجانات التي برمجت عرض الزيارة قد عززت ميزانيتها وسددت البعض من ديونها ان لم نقل قد تركت رصيدا للدورة القادمة من المهرجان  بل سعى البعض الى البحث في امكانية برمجة عرض ثان   خاصة وان كل العروض تقريبا تقام  امام شبابيك مغلقة بل شبابيك مفتوحة اصطف امامها جزء كبير من الجمهور لاستعادة ثمن التذكرة بعد غلق  ابواب المسرح لبلوغ طاقة استيعابه القصوى  على غرار عرض الزيارة في مهرجان بوقرنين الدولي  الذي  افرز بعض الفوضى وسوء التنظيم  .وقد اختار جزء من الجمهور رغم غضبه واستياءه من ادارة المهرجان البقاء امام المسرح للانصات للعرض الى نهايته.

 ان اقبال  الجمهور على الزيارة لم يكن في الواقع تعلقا بالنفس الصوفي  للعرض او لمعانيه الروحية وتمجيده للاولياء والصالحين والاتقياء من مدونة الصوفية التونسية…..بل هو  اساسا تاثر بالإيقاع واندماج في الرقص وانبهار بالمشهد الفرجوي من اضواء وحركة وموسيقى… فالعرض مثل فرصة للتنفيس و التخلص من اعباء اليومي الى درجة وصول  البعض الى حالات من  الاغماء من شدة التاثر  او التخميرة مما تطلب تدخل اعوان الحماية المدنية. ..

عرض الزيارة انطلق منذ سنوات وشهد تطورا  ولم يبق اسير البدايات  على مستوى الاصوات او التصور الركحي وهو  حامل في ذاته لآفاق كبيرة لتعزيز نجاحه .وفي هذا الاطار من الضروري ان يعمل الموسيقي سامي اللجمي على تعميق البعد الروحاني  للعرض وتبليغه للجمهور.

بوابة الاذاعة التونسية لطيفة جفال

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma