البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

رؤوف

في « إرهابي غير ربع » رؤوف بن يغلان يلتزم باللياقة المسرحية والركحية بعيدا عن الابتذال رغم رتابة النسق أحيانا

مسار مونودرامي محكم ومدروس من حيث الفكرة والنص وآداء لائق بعيد من الابتذال، قدمه الممثل المسرحي رؤوف بن يغلان مساء الأحد في عمله الجديد « إرهابي غير ربع » على ركح مسرح قرطاج الأثري في سهرة من سهرات الدورة 53 لمهرجان قرطاج الدولي، وسط حضور باهت للجمهور.
رؤوف بن يغلان المسرحي الذي بدأ في تجربة الـ »وان مان شو » منذ حوالي عشرين سنة بمسرحية « مثلا » التي عرضها على ركح مسرح قرطاج أيضا، لم يتغير كثيرا في حضوره الركحي وحافظ على لياقته في الآداء الى حد تنازله عن التجديد في الطرح باعتبار أن هذا النمط المسرحي في تونس أصبح مؤخرا أكثر جرأة في التصور المونودرامي والكوميدي لا سيما بعد المتغيرات المجتمعية والواقعية التي نعيشها في الوقت الراهن وبروز وجوه مسرحية شابة فرضت تميزها في هذا الشكل المسرحي.
هذا العمل المسرحي لئن كان صاحبه راقيا في تقديمه ومحافظا على احترامه للجمهور إلا أنه غلب عليه في عدد من المواقع نسق رتيب لا يتماشى مع انتظارات جمهور يبحث عن الكوميديا الخفيفة والجريئة، ورغم أن فكرة المسرحية قائمة على قضية جدية وخطيرة في المجتمعات العربية عامة ألا وهي تشويه عقول الشباب بالأفكار الظلامية والمتشددة لتهيئتهم ذهنيا ونفسيا نحو تنفيذ عمليات إرهابية تحت غطاء الواجب الديني وإرضاء الخالق، إلا أن بن يغلان ورغم خبرته في مجال المسرح المجتمعي الناقد لم يضفي لونا تعبيريا يتناغم مع لون حقيقة المعيش اليومي للشباب المهمش الذي يفترسه اليأس والتشاؤم والفقر والبطالة ليلقيه ضحية سهلة الالتهام لدى الجماعات الإرهابية الدموية.
« إرهابي غير ربع » لم تكن مسرحية بعيدة عن الواقع وبلغت مضامين بالغة الأهمية على غرار دور التربية والثقافة في مواجهة التطرف الفكري، وكانت فيها دعوة ضمنية أيضا إلى السياسيين وأصحاب القرار للوقوف على العوامل الحقيقية التي تدفع بالشباب نحو الانخراط في شبكات الموت ولا تقتصر هذه العوامل حسب المنظور المسرحي لرؤوف بن يغلان على الفقر، وإنما التّصحر الثقافي والفكري المنتشر في المناطق الداخلية والأحياء الشعبية هو أيضا من أبرز العوامل التي تغذي النقمة على الواقع المعيش لدى الشباب وتدفعهم للبحث عن قيمة وجودهم وكرامة عيشهم في بؤر الإرهاب.
صاحب مسرحيات « مثلا » و »آش يقولولو » و »نعبر والا ما نعبرشي » و »حارق يتمنى »، أراد في مسرحيته « إرهابي غير ربع » مشاركة التفكير مع الأطياف المثقفة من سياسيين وأطباء ومهندسين وإطارات في إيجاد حلول فعالة لصقل أذهان الشباب وتوفير بيئة مجتمعية تنقص فيها نسبة مخاطر الانزلاقات نحو الضياع والدمار، عبر مراجعة المنظومة التربوية ومحاربة الفساد بكل أشكاله لتأسيس توازن نفسي جديد للشباب وإنقاذه من حالة الاختناق والضياع قبل فوات الأوان.
رسالة المواطنة كانت جلية في « إرهابي غير ربع » ووردت بشكل مباشر في ختام المسرحية من خلال رفع النشيد الوطني وتقديم تحية للجنود والإثناء على مجهوداتهم في حفظ الوطن.
وللتذكير فإن رؤوف بن يغلان كان قدم سلسلة من عروضه لمسرحية « إرهابي غير ربع » داخل الثكنات العسكرية بعدد من ولايات الجمهورية، ليؤكد أن أدوار المواطنين تلتقي وتتكامل لتخطي العقبات ولترسم المستقبل برؤية واحدة تجتمع فيها المصلحة العامة.

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma