البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

عادل يوسف

كروان الإذاعة عادل يوسف …نجم رمضان زمان

لبوابة الاذاعة التونسية : عبد الستار النقاطي

عندما يعود شهر رمضان المعظم ، يذكرنا البرنامج الإذاعي اليومي « رمضان ملئ قلوبنا  » بكروا ن الإذاعة عادل يوسف ، إذ يبقى هذا المذيع القدير من نجوم الاذاعة الوطنية وقد بقي لسنوات نجما من وراء « الميكروفون » …فقد حباه الله بصوت جهوري قوي عذب الترانيم ، وصفه المختصون بان فيه دفئا وطراوة ورخاوة ، جعلت السامعين يطربون لسماعه ويتفاعلون مع برامجه …اكثر من 50 سنة قضاها  » كروان الإذاعة  » وراء المصدح …فقد بدا الرحلة مع الاذاعة سنة 1952 في قسم التمثيل ، ثم انقطع لمدة ثلاث سنوات ليعود بعدها ويواصل الرحلة الى سنة 2005 … وبما ان شهر رمضان المعظم حل بيننا ، ففي هذه المساحة سنتحدث عن هذا الاذاعي القدير الذي قدم برنامج  » تحية الغروب  » والذي تحول عنوانه بعد ذلك الى « رمضان ملئ قلوبنا  » طوال 40 سنة دون انقطاع إلا مرتين …

وان عرف المذيع القدير عادل يوسف بقراءته الجيدة للنصوص باللغة الفصحى في البرامج المسجلة واقترن اسمه في البرامج المسجلة برفيقة دربه في العمل المذيعة مفيدة زهاق، إلا أن اسمه اقترن ببرنامج « رمضان ملئ قلوبنا » … وعن هذا البرنامج وعن سر تواصله قال الاذاعي القدير عادل يوسف في اخر حوار له مع مجلة الإذاعة ( جويلية 2013 ) سر تواصل هذا البرنامج الذي امست تتداول على تقديمه اسماء اخرى على غرار معز الغربي ووليد التليلي أنني أخاطب المستمعين بتلقائية بعيدا عن الأقنعة ، كما أسعى إلى التجديد دائما مع حلول الشهرالفضيل مع الحرص على تقديم تسجيلات نادرة من مقرئي القران الكريم .

هكذا كانت البداية…

عادل يوسف واسمه الحقيقي عادل عوض عبد اللطيف ، وهو ينحدر من اب مصري وأم تونسية ، دخوله للإذاعة الوطنية التونسية كان بمحض الصدفة ، فقد اضطر المسرحي المصري الكبير كمال بركات ، الذي كان يشرف على قسم التمثيل بالإذاعة التونسية سنة 1952 للبحث عن طفل يجيد اللهجة المصرية ، وكان الأستاذ بركات صديقا لخال الطفل (عادل عوض) وقد كان يملك مقهى قريبا من مقر الإذاعة ، فاقترح عليه أن يقوم بن أخته بتقمص دور »بلحة » في مسرحية إذاعية عن قصة للأديب الكبير توفيق الحكيم ويعمل « بلحة  » صبيا لدى صاحب المقهى وقبل الطفل المقترح وشارك ونجح في تقمص الدور، مما جعل المخرج يشركه في عدة اعمال اخرى … بعد تلك التجربة شارك في تقديم عدة برامج اذاعية لعدة منتجين على غرار محمد حفظي ومحي الدين مراد في برامج الأطفال ، ثم خامرته فكرة السفر الى مصر موطن والده لتنويع التجربة وتطويرها ولكنه دخل بيد فارغة وخرج بأخرى لا شيء فيها …

رحلة المشقة والطموح المجنون …

وروى لنا المذيع عادل يوسف رحلته الشاقة الى مصر في الحوار نفسه فقال : كانت رحلة شاقة ومضنية ومتعبة جدا ومليئة بالمفاجآت أيضا ، فقد قادني الطموح المجنون والحلم الكاذب بالشهرة والمجد الى السفر إلى مصر ، وفيما ظن أهلي أني عدت « مليونيرا » من الخليج ، ولكن الحقيقة هي انني لم اصل الى اهلي في سوهاج بصعيد مصر إلا بشق الأنفس ، فقد صعدت فوق قطار »رسكيت » مثلما يقال باللهجة التونسية ، ثم قطعت المسافة الفاصلة بين سوهاج وبلدة  » العصيرات « أين تقطن جدتي مشيا على الاقدام وقد اخذ مني الجوع والعطش مأخذه ، وأنهكني التعب وأنا أفتش عن بيت جدتي ، حتى وجدت علامة « خمسة » مرسومة على باب منزل ، فقصدته على الفور فوجدت عجوزا واقفة امامه ثم بادرتها بالسؤال (مش معقول أنت ستي ) فأجابت أنت مين؟ …فقلت لها انا حفيدك عادل عوض ، فارتمت علي تقبلني بحرارة وجاء الجيران لاستقبالي وقضيت معها ثمانية اشهر من اسعد ايام حياتي وأضاف : وأرادت جدتي مساعدتي ببيع قطعة ارض لأسافر بثمنها الى الكويت ضمانا لمستقبلي ، نظرا لوجود أقارب لنا هناك ولكني رفضت ذلك ، بعدما كان السفر مرتبطا بقضاء فترة الواجب العسكري ، فقررت العودة إلى تونس ولكن رحلة العودة كانت اتعس من التي سبقتها ، فقد اضطررت إلى الركوب مع الخرفان لأحد التجار الليبيين من سوهاج الى الحدود الليبية التي قطعتها خلسة للوصول الى القنصلية التونسية فوجدت المساعدة من القنصل السيد محمد بدرة الذي سهل عودتي الى تونس.

من مذيع نكرة …الى كروان الاذاعة …

وحال عودته الى تونس اتصل بإدارة الاذاعة الوطنية وتقدم بمطلب للعمل بها فأجريت له تجربة صوتية بإشراف الإذاعي عبد الحميد الرفاعي واجتازها بنجاح ولكن رئيس اللجنة دون على ورقة الاختيار ( صوته جيد يصلح لقراءة النصوص ) فالتحق بقسم المذيعين ويؤكد في ذات الحوار انه بقي ثلاثة اشهر يسمع ولا يتكلم … وهي فترة التربص التي لابد من يمر بها كل مذيع جديد ليتعلم ابجاديات المهنة اي كيف ومتى يتكلم أمام المصدح ، وكيفية مخارج الحروف ، كيفية التصرف لو حدث طارئ…كل ذلك من جهابذة المهنة على غرار عبد العزيز العروي ومليكة بن خامسة وحامد الدبابي وغيرهم … وأول برنامج قدمته كان بعنوان « مرادفات  » للشاعرة والإذاعية زبيدة بشير ، فكنت أقرأ نصوص البرنامج ، فأعجب المستمعون بصوتي وأصروا من خلال مكالماتهم الهاتفية للإدارة على معرفة المذيع النكرة ، فطلب منه مدير البرمجة حسن العكروت الإفصاح عن اسمه في نهاية البرنامج ، فقال : قرأ لكم نصوص البرنامج عادل عوض ( بفتح العين لا بكسرها )…

تكلم « طوال حياته » …وغنى مرة واحدة …

وان عرف المذيع عادل يوسف بتقديم هذا البرنامج الذي يعود كلما عاد شهر رمضان المعظم إلا انه عرف ايضا بقراءة النصوص الاذاعية ، ففي البرامج المسجلة على غرار « نقوش على سطح الذاكرة « لبوراوي بن عبد العزيز، و »أغنية وقصيد » للشاعر القيرواني جعفر ماجد والبرنامج الصباحي « اشراقة الصباح  » وغيرها من البرامج الاخرى ،مع رفيقة دربه الإذاعية مفيدة زهاق ، وبما أن صوته جيد فقد اختاره المطرب الهادي الجويني لأداء أغنية دينية سجلت في رواية « الرحمة الكبرى » بثت في المولد النبوي الشريف وكانت هي الاغنية الاولى والأخيرة …فقد تكلم طوال حياته المهنية وغنى مرة واحدة … اما نصيحته للإذاعيين الشبان فهي الابتعاد عن الغرور والإعداد الجيد للبرامج والاختيار الموفق للاغاني مع الصدق في الاداء واحترام المستمعين.

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma