البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

توفيق بكار

استاذ الاجيال توفيق بكار..تونس الثقافة الفكر الفن والتاريخ …اشياء كانت لا تفارقه …

في جنازة مهيبة تليق بمقامه الجليل ، شيع اهل العلم والأدب والثقافة والسياسة ، يوم الثلاثاء 25 افريل 2017 ، الاستاذ الجامعي الكبير توفيق بكار الى مثواه الاخير بمقبرة « الجلاز » بالعاصمة ، وقد نقلت التلفزة الوطنية جانبا منها في نشرة الثامنة مساء ، ولان الرجل قامة مديدة في مجال التدريس والنقد الجامعي وقيمة ثابتة في مجال البحث والتأليف والنشر ، فكان لزاما علينا في بوابة الاذاعة التونسية ان نعطي لهذا الرجل حقه … ولان المكتوب هو الذي يبقى مثلما يقول المثل الفرنسي ، فقد عدت الى ارشيف مجلة الاذاعة في عددها ( 66 مارس 2015) لمقال كتبه الكاتب الصحفي والمنتج الاذاعي محمد مصمولي في ركن  » هؤلاء كما عرفتهم  » لنختصر اهم ما جاء فيه ، تماشيا مع ما تحتمه علينا مساحة النشر الالكتروني ، لتكون لمسة وفاء لأستاذ الاجيال فيقول محمد مصمولي : توفيق بكار كما عرفته ليس ذلك الاستاذ الجامعي والناقد الاكاديمي ، فهو غني عن التعريف لدى الجامعيين والطلبة من الذين زاملوه وتتلمذوا على يديه … بل ايضا الغني عن التعريف لدى عشاق الادب والفن في الساحة الثقافية منذ ستينات القرن الماضي وأواخر الثمانينات منه ، عندما انتقل الى عاصمة النور باريس على اثر بلوغ سن القانون الاداري وفي باريس كانت تونس الثقافة والفكر والفن … اشياء كانت لا تفارقه … ويضيف الاستاذ محمد مصمولي : اما صفة الغني عن التعريف التي يتمتع بها في نظر الجامعيين وغير الجامعيين ، فتعني ان هذا الرجل هو من الجامعيين القلائل الذين كانت لهم ريادة في استعمال وتجريب المناهج الحديثة في النقد كما كانت له الريادة في اقامة علاقة الصلح بين الجامعة ونماذج من الادب التونسي المعاصر اضافة الى ان هذا الاستاذ الاكاديمي كان من الجامعيين القلائل الذين لم يتقوقعوا في ابراجهم العاجية ، فاقتحموا معترك الثقافة خارج جداران قاعات الدرس والتدريس .
ويضيف كاتب المقال : كانت بداية شرف تعرفي على توفيق بكار عندما كنت في سن الثانية والعشرين ، وكانت مجلة  » التجديد  » التي ساهم في بعثها لم يمضي على تاريخ صدور عددها الاول عام واحد من الزمن … فقرات ما كتبه توفيق بكار عن الدوعاجي ، وعز علي شخصيا ما بلغني عن توقف هذه المجلة التقدمية الثقافية المستقلة عن الصدور ، وذلك لمجرد ان بعض من اسرة تحريرها كانت من المنخرطين في الحزب الشيوعي ، وان سبب القرار الذي اتخذ لتوقيفها عن الصدور يعود الى مؤامرة 1962 ضد الرئيس الحبيب بورقيبة ، التي جعلت السلطة انذاك ، تزج بالحزب الشيوعي في تلك العملية ، بتهمة المشاركة في حين ان ذلك الحزب لم يكن له اي دور من قريب او من بعيد في تلك الاحداث . ولكني تأكدت بعد ذلك ان توفيق بكار هو من قرر ايقافها ، بعد ان انسحب جانب كبير من اسرة التحرير لانتمائهم الى الحزب الاشتراكي الدستوري .
بكار وحركة الطليعة …
ويواصل كاتب المقال فيقول : ولما اسس طرف من شباب الاستقلال ( وكنت واحد منهم ) حركة الطليعة الادبية التونسية ( 1968 – 1972 ) تواصلت علاقتي المباشرة بتوفيق بكار عن بعد وليس عن قرب مقارنة بعزالدين المدني والطاهر الهمامي وسمير العيادي وبقية عناصر الحركة … وبالرغم من ان بعض هؤلاء قد كان نصيب اهتمام الاستاذ توفيق بكار بهم نصيبا وافرا ، لم احظ شخصيا بشيء منه فان احترامي لهذا الناقد الجامعي الجليل ظل قائما ومتواصلا عن بعد وكنت اقنع نفسي بان هذا التقصير مني انا وليس منه او من زميلاه الاستاذ صالح القرمادي ( رحمهما الله ) ولني اغتظت لأنهما الفا كتابا عن حركة الطليعة وردت فيه اسماء زملائي ولم يرد اسمي …؟
بكار ووحدة الدراسات الخلدونية …
ويواصل كاتب المقال : بين اوائل الثمانينات وأواخرها ولدى اشرافي على دار الثقافة ابن رشيق ودار الثقافة ابن خلدون ، سعيت الى التقليص من الفجوة العميقة القائمة بين الجامعة والساحة الثقافية ، فأسست « وحدة الدراسات الخلدونية  » بمشاركة اساتذة الجامعة التونسية ( وهم والدكاترة ابو يعرب المرزوقي وفتحي التريكي وعبد السلام المسدي ) فكان لامناص من الاتصال هذه المرة بالأستاذ توفيق بكار، الذي ظل في ذاكرتي لأنه بادر منذ الستينات بتحويل الساحة الثقافية الى جامعة ، وبتحويل االجامعة الى ساحة ثقافية (مثلما كنت اقول دائما ) … وحضر الاستاذ بكار بدعوة مني ، وفي مكتبي اقترحت عليه الاشراف على ندوة واختيار اساتذة جامعيين لمداخلاتها ، فأخجلني بتواضعه الجم عندما اشار الى اسماء بعض الاساتذة الجامعيين من تلاميذه ، ثم طلب مني بلطف ان اتصل بهم شخصيا ، وان لا افرض عليهم شخصيتي كرئيس للندوة بل كمشارك معهم لا اكثر ولا اقل .
هذه خصائص استاذ الاجيال …
ويختتم محمد مصمولي المقال ب: هذه اذن الخصائص المميزة لشخصية الاستاذ توفيق بكار « استاذ ألأجيال واعني بهذه الخصيصة التواضع الجم ونكران الذات لدى المثقف الاصيل ، وفقا لمفهومه الخاص الذي عبرت عنه ذات مرة بقوله : ان الثقافة من الذي يريد ان ينخرط فيها ويذهب في مساراتها المتشعبة بعيدا ان يتمتع بروح عالية من نكران الذات وان يتحلى بنوع من الزهد .
ذلك هو الاستاذ توفيق بكار الذي بدا مناضلا وناقدا اكادميا وشاعرا ورساما وصحفيا ومؤلفا وكتبه التي صدرت عن سلسلة  » عيون المعاصرة  » دليل على اثاره وسمو ثقافته الادبية
وقد كتب عنه تلميذه حسن العوري واصفا عشق توفيق بكار للنص فقال :
بكار والنص فنان وفاتنة وجوقة
من شفيف اللحن معطار
صب يعالج معشوقا برقته شوق
وذوق وإبحار وإسرار
مهما يكن كبرها ترخي اعنقها
فهمسة ساحر ولمسة نار
ان ادبرت صانعها او اقبلت زانها
كأنها في حماه الابن والجار

لبوابة الاذاعة التونسية : عبد الستار النقاطي

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma