البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

الصابرات

مسرحية الصابرات: عندما تغيب سلطة القانون…

في اطار مهرجان علي بن عياد للمسرح في دورته الثلاثين عرضت مؤخرا مسرحية الصابرات وهي من انتاج مركز الفنون الدرامية والركحية بالقيروان .
في ديكور بسيط يجسد شارعا وعمودي كهرباء وكرسي انطلقت احداث مسرحية الصابرات وهي من اخراج حمادي الوهايبي وتمثيل كل حسام الغريبي وخديجة البكوش ومريم بن حسن وإشراف الطمومي ورابعة الجلالي.
تناولت المسرحية اشكالا مسكوتا عنه فتطرقت الى بائعات الهوى عندما تغلق ابواب المواخير, عن مستقبل هذه الفئة من النساء وأي تاثير لهن على المجتمع. عبر بث فيدو في خلفية الركح ينقل حادثة غلق ماخور في القيروان من قبل متشددين دينيا ابان الثورة وبين الصراخ والعنف تظهر اربع مومسات ورجل في الشارع في حالة من الهلع والخوف هربا من قطع الرؤوس . وفي بطحاء البلدية وتحت ضوء القمر تقرر النسوة العودة الى العمل بعد محاولات بحث عن الطريق المستقيم إلا انه كان مظلما محفوفا بالحفر والمطبات.
ومن هنا تنطلق الاحداث ليتطرق المخرج الى اعماق كل واحدة منهن والمظالم والاعتداءات التي سلطت عليهن من الاخ والأب والزوج. وقد صرح المخرج في اكثر من مناسبة انه لا يعتمد حكما اخلاقيا وان المسرحية لا تهدف الى الدافع على هذه الفئة بل الى طرح التساؤلات واستفزاز الواقع . في حين ان المتفرج يلحظ انه تم التعامل مع الابطال او بائعات الهوى باعتبارهن ضحايا المجتمع وتم التركيز على مأساتهن.اما الاشكال الاساسي في المسرحية فيبدو خفيا وغير جلي بالشكل الكافي سواء على مستوى النص او الاحداث ,ويتمثل في غياب السلطة امام تدخل المتطرفين الذين افتكوا دور الدولة وقاموا مقامها فعوض القانون بالفوضى ونتيجة لغياب النظام ازداد الداء انتشارا وخرج من الابواب المغلقة الى الشارع الرئيسي بالعاصمة .
ان تناول هذا الموضوع يعد جرأة في حد ذاته وقد ابدع فريق التمثيل في اداء ادوارهم كما كان اختيار الموسيقى والمؤثرات الصوتية والإضاءة والإكسسوارات متناسقا مع تواتر المشاهد وتطور الاحداث .
وان اكتست النهاية في كل عمل ابداعي اهمية قصوى في التأثير على المتقبل وفي تعزيز نسبة نجاح العمل إلا ان المشهد الختامي المعتمد على الفيدو الخلفي للركح وتصوير الابطال او شبكة المومسات تعمل بشارع الحبيب بورقيبة لم تكن في المستوى المطلوب خاصة وان البث كان ضبابيا على المستوى التقني فماذا لو تم تجسيد هذه المشاهد على الركح لكانت النهاية اكثر اقترابا وتأثيرا في الجمهور
وبقدر قتامة وتراجيدية احداث الصابرات إلا ان المخرج نجح في عديد المشاهد في خلق مواقف مضحكة فكانت كوميديا سوداء تحيل الى الالم والوجع وتفتك بعض الابتسامات .
مواكبة لطيفة جفال

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma