البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

المسرح الاذاعي

هل مازال المسرح الاذاعي مدرسة الشعب…؟

شاهدت طوال الايام الفارطة على القناة « الوطنية 2  » مسلسل »غادة » وهو عمل درامي شبه تاريخي ، الفه عبد الحكيم العليمي وأخرجه محمد الحاج سليمان … وينطلق النص من قصة عاطفية لشاب يحب بنتا ولكن العراقيل تقف امامهما … فالبرعم من ان شقيقها المقاوم للاستعمار بالسلاح ينزل من الجبل ليوافق على زواجها ممن احبت ، إلا ان المتربصين بها كانوا مثل المتربصين بالوطن … فيقف في طريقها ضابط شرطة تونسي قاسي القلب والطباع ، يعمل تحت امرة الفرنسيين فيقبض على خطيبها ويزج به ظلما في السجن ، ليحاول الاستفراد بها ، لكنها تتزوج كرها وتهرب مع صديق خطيبها الى مكان اخر لم تطله يد الضابط المغتصب … وما استفزني للكتابة في هذا الموضوع هما شيئان :
اولا : لان المسلسل صور حقبة تاريخية هامة من نضال ومقاومة الشعب التونسي الابي للاستعمار الفرنسي الغاشم …المقاومون بالسلاح اخذوا الجبال مقر لهم … والمناضلون بالكاتبة والخطب و بتوزيع المناشير التي تحث الشعب على مقاومة الاستعمار كانوا في المدن وحتى القرى … والهدف واحد هو طرد المستعمر و نيل الاستقلال… وها نحن جيل ما بعد الاستقلال ننعم به… لكن المحافظة عليه تبقى في نظري اصعب من الحصول عليه ، لان المتربصين بالوطن كثر …
ثانيا : هو تشريك المخرج لثلة من ابناء المسرح الاذاعي وهم : الحطاب الذيب ، محمد بن علي ، كمال بن سلامة ، عبد اللطيف بن جدو عبد الطيف الغربي ، عبد الوهاب المصمودي ، البشير البجاوي ، محمد علي بالحارث ، انور العياشي ، فاطمة الحسناوي … وقد تقمص فيه الممثل القدير الحطاب الذيب دور العمدة  » الذي جعل منه الاستعمار مجرد دمية في يديه يحركها كيف ما شاء … كما انه لم يكن وفيا لخدماته وحتى و »شاياته » ضد ابناء جلدته ، فقتل له ابنه  » المقاوم » امام عينه … وتقمص الدور محمد علي بالحارث في تحد صارخ له والرسالة واضحة : من ليس معنا فهو ضدنا …؟
عراقة وإضافة …
انه بالفعل عمل درامي تلفزي رائع يستحق التنويه ، خاصة وان المشاركين فيه من فرقة الاذاعة للتمثيل ، اي ابناء المسرح الاذاعي تقمصوا ادوارهم باقتدار وذكرونا بصولات وجولات المنتمين لهذا المسرح العريق الذي احتضنته الاذاعة التونسية منذ سنة 1947 وكانت الانطلاقة مع فضيلة خيتمي في الاخراج و الصحفي توفيق بوغدير في الكتابة …الى ان تأسست فرقة الاذاعة للتمثيل سنة 1952 ، وقدمت ألاف التمثيليات والروايات بالعربية الفصحى وبالدارجة ،حملت امضاءات كوكبة من فرسان القلم على غرار عبد العزيز العروي و احمد خيرالدين وعثمان الكعاك وعلي الدوعاجي وصلاح الدين البلهوان والمختار حشيشة وحمودة معالي وغيرهم … فكانت روائع مثل « في دار عمي سي علالة « والحاج كلوف « و »شناب » و »عمتي عيشة راجل » وغيرها من الروائع التي اعتمدت حتى عليها التلفزة التونسية ايضا في بدايتها سنة 1966 في روايات مباشرة في « استوديو 9  » اخرجها للتلفزة المخرج العميد عبد الرزاق الحمامي …
وبالتالي كان المسرح الاذاعي ولا يزال جزء لا يتجزأ من المسرح التونسي … والسؤال المطروح ونحن احتفلنا يوم 27 مارس 2017 باليوم العالمي للمسرح … هل مازال المسرح الاذاعي مثلما عهدناه مدرسة للشعب ؟ وهل مازال يلعب نفس الدور الذي لعبه في الخمسينات والستينات والسبعينات وحتى التسعينات؟ عندما كانت الاذاعة الوطنية تعود بالجوائز الذهبية من مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون بينما تعود التلفزات بجوائز فضية وأكثرها برنزية بالرغم من اننا نعيش من وقتها عصر الصورة لا عصر الاثير .

لبوابة الاذاعة التونسية : عبد الستار النقاطي

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma