أفاد رئيس الحكومة يوسف الشاهد أن تونس تطمح الى احداث فضاءات متوسطية مشتركة للبحث والتجديد والتعليم العالي تقوم على مبدأ حرية تنقل الباحثين بين ضفتي غرب المتوسط وربطهم بالشبكات العلمية الإقليمية والدولية بشكل ييسر تبادل المعلومات والمعطيات العلمية وتنمية كفاءاتهم.
وبين الشاهد في افتتاح المؤتمر الوزاري الثالث للبحث والتجديد والتعليم العالي لدول حوار 5 زائد 5 صباح الجمعة بقمرت الضاحية الشمالية للعاصمة، تحت عنوان « النهوض بالبحث والتجديد والتعليم العالي من اجل الاستقرار الاجتماعي والنمو الاجتماعي »، أن دعم حوار 5 زائد 5 وتطويره باتجاه تعزيز علاقات الشراكة والتضامن بين دول الضفتين الجنوبية والشمالية للحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط يمثل المبدأ الأساسي الذي تستند له تونس في إرساء تعاون وشراكة مع بلدان الأعضاء في كل المجالات.
ولاحظ رئيس الحكومة في كلمة بالمناسبة أن احتضان تونس لهذا المؤتمر هو تأكيد لما توليه من أهمية لقطاعات البحث العلمي والتعليم العالي والتجديد مضيفا ان منظومة التعليم العالي تشهد نقلة نوعية من خلال إعادة هيكلة المنظومة الوطنية للبحث وتوفير الأرضية الملائمة لدفع نشاطاته من جديد ودعم الترابط بين المؤسسات البحثية والنسيج الاقتصادي والاجتماعي وتنوع التخصصات وتعدد الشعب بما يتيح مواكبة التحولات على مستوى متطلبات الشغل وتنوع الاختصاصات على غرار ما هو معمول به في دول الاتحاد الأوروبي في نظام « إمد ».
وأفاد أنه سيتم يومي 30 جوان و1 جويلية من السنة الجارية تنظيم المؤتمر الوطني لإصلاح التعليم العالي الذي سيرتكز على خمسة محاور أساسية وهي التكوين الجامعي والتشغيل والموارد البشرية والحوكمة والتجديد، وذلك بعد التشخيص الشامل الذي أنجزته اللجنة الوطنية للإصلاح الجامعي خلال الفترة الممتدة من 2012 الى 2015 ، مؤكدا أن الحكومة لن تدخر أي جهد من أجل تحقيق هذه الإصلاحات في وقت قياسي.
وأشار يوسف الشاهد إلى أن حكومة الوحدة الوطنية تولي أهمية بالغة لتفعيل الشراكة والتعاون على المستوى الثنائي ومتعدد الأطراف في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والتجديد موضحا أنه تم ابرام عديد الاتفاقيات أهمها تلك التي تم توقيعها مع الاتحاد الأوروبي في 1 ديسمبر 2015 والتي مكنت
من الانخراط في البرنامج الأوروبي « افق 2020″ بما ييسر لتونس المساهمة في مشاريع البحث المدرجة في الأولويات الأوروبية.
ومن جانبه اعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي سليم خلبوص أن تعزيز التعاون بين دول الضفة الغربية لحوض المتوسط يبقى الافضل في العديد
من المجالات لمواجهة المنافسة العالمية والاقليمية، لافتا الى أن نقل التكنولوجيا على صعيد المنطقة يساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية في المناطق الأقل
نموا ويساعد على فتح أسواق جديدة تتزايد فيها نسبة الاستقرار الإجتماعي والسياسي.
وشدد على أهمية التعاون بين بدول حوار 5+5 خاصة في مجال الملكية الفكرية لتمكين المبتكرين من تطوير الاليات لحماية براءات اختراعاتهم والنفاذ مجانا الى المعارف التي تحتويها قواعد البيانات والمنصات المشتركة.
وأكد أنه سيتم العمل على تيسير التواصل والتعاون بين باحثي المنطقة من خلال البرامج الأوروبية « افق 2020″ و »بريما » مضيفا أن هذا التعاون سيساهم في تقليص الفجوة المعرفية وتعديل هجرة الكفاءات عن طريق المساعدة على إنشاء أقطاب امتياز في الدول الأعضاء.
والأبرز أهمية دور حوار 5+5 في تعزيز التعاون الفكري عن طريق التوأمة بين مؤسسات التعليم العالي والجامعيين في المنطقة، جيث سيتيح هذا التعاون بالخصوص بناء القدرات في ما يتعلق بآليات ضمان الجودة واعتماد الشهائد والإعتراف بها على الصعيد الدولي كما سيشمل حوكمة الجامعات وتبادل الأساتذة والطلبة والمشاريع العلمية المشتركة وإرساء شهائد مزدوجة ونشر المقالات العلمية المشتركة.
يشار الى ان أشغال المؤتمر الوزاري تواصلت ضمن جلسات مغلقة، وسيتم عشية اليوم تقديم « اعلان تونس في مجال البحث والتعليم العالي والتجديد »، الذي ينص بالخصوص على الملكية الفكرية والبراءات وتبادل الطلبة والاساتذة وتبادل البحوث بين ضفتي البحر الابيض المتوسط كما ينص على التمويل المشترك البحوث في المنطقة المتوسطية، وفق ما أكده سليم خلبوص في تصريح اعلامي.