وتجسد اللوحة رجلا جالسا على كرسي وهو يرتدي سترة المواطن الروماني، يمسك بيده اليسرى كتابا ملفوفا محرّرا باللاتينية، وتحيط به حوريتان هما » كاليوب » ملهمة الشعر البطولي (على يمين فرجيل) و ميلبومان (على يساره) وهي رمز المسرح التراجيدي ولذلك رسمت وهي تحمل قناعا. وتظهر الحوريتان (ابنتا الإله زيوس والإلهة ميموزين إلهة الذاكرة) كأنهما تُمليان على على « فرجيل » ما يكتب.
ويسود الاعتقاد أن هذه اللوحة تجسد الشاعر الروماني فرقليوس الذي عاش بين 70 و19 قبل الميلاد وكان من الأدباء المقربين من الامبراطور الروماني أغسطوس وقد تم التعرف عليه بعد قراءة الكتاب الملفوف والذي يحتوي على مقتطف من البيت الثامن للملحمة الشهيرة « الأنيادة »، يقول فيها « يا حريتي ذكريني السبب، ماذا فعلت حتى تثيري حزنه ».
وتكمن القيمة الفنية لهذه اللوحة، في أنها تقيم الدليل على شيوع الثقافة والأدب وخاصة انتشار القراءة والمطالعة في إفريقيا البروقنصلية (تونس في الفترة الرومانية) وانتشار المؤلفات المرجعية الكبرى لدى الطبقة الأرستقراطية سواء في العاصمة قرطاج أو في بقية المدن مثل سوسة.
أما شعار الدورة « نقرأ لنعيش مرتين »، الذي تم اختياره ليرافق العلامة المميزة للدورة، فقد أرجع مدير هذه التظاهرة، شكري المبخوت، اختيارها إلى اعتبار مفاده أن القراءة فعل إبداعي يشير إلى الفعل الوجودي العادي للإنسان من ناحية وإلى الفعل الإدراكي للإنسان والمعرفي من خلال القراءة.