البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

SFAX-EVE-640x402

تظاهرة « صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016″… »قصة نجاحات » من تسلم المشعل من قسنطينة إلى تمريره لمدينة الأقصر

بعد تسلم مشعل الثقافة العربية من مدينة الجسور « قسنطينة » الجزائرية يوم 19 أفريل 2016 ، فتحت عاصمة الجنوب التونسي صفاقس أبوابها لتستضيف الثقافة العربية وتضع اكليلا على جيد المدينة منذ 3 جوان الماضي في مستهل الحملة الترويجية للتظاهرة التي انطلقت رسميا يوم 23 جويلة المنقضي كإحدى محطات الحراك الثقافي والابداعي وكعربة ضمن قاطرة الثقافة العربية بين المبدعين.
على امتداد تسعة أشهر، استعادت صفاقس ذاكرتها الابداعية وحدقت من جديد في تراثها المادي واللامادي وانفتحت على الموروث التراثي العربي.
ولتكون الثقافة بمختلف مشاربها وتنوعاتها حصنا منيعا في مواجهة كل أشكال التطرف والتعصب، يتواصل مشروع العواصم الثقافية العربية المقام تحت مظلة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، لتتسلم مدينة الأقصر المصرية مشعل الثقافة من مدينة صفاقس يوم غد الجمعة 17 مارس، وسط احتفالية تجسد في لحظة تاريخية مضيئة التقارب والتواصل بين تونس ومصر أرض الكنانة على مر الأزمنة وتؤكّد التقاءهما في محطات الإبداع الثقافي والفكر الإصلاحي التنويري، محطات جمعت عبر التاريخ المغرب العربي بالمشرق في تواصل وتكامل لا ينقطعان.
وتقوم كل مدينة تحظى بهذا اللقب بتنظيم سلسلة من الأنشطة الرامية إلى النهوض بالعمل الثقافي العربي المشترك مثل المعارض وورشات العمل والأسابيع الثقافية والعروض السينمائية والمسرحية، فضلا عن العمل على الترويج للصناعات الثقافية وتشجيع مبادرات القطاع الخاص لدعم الثقافة والاهتمام بالصناعات الإبداعية.
وفي إطار مشروع العواصم الثقافية العربية، الذي انطلق من مدينة قسنطينة الجزائرية في 2015 وبعد صفاقس (2016) والأقصر (2017 ) ستكون مدينة البصرة في العراق عاصمة الثقافة العربية للعام 2018 تليها مدينة بورتسودان في السودان للعام 2019 ومدينة بيت لحم في الأراضي الفلسطينية للعام 2020 ومدينة أربد في الأردن للعام 2012 ومدينة الكويت في الكويت للعام 2022.
ويتواصل تحقيق التميز العربى وإبراز التنوع الثقافى الذى تنطوى عليه الفنون والآداب والرؤى الجمالية والخصوصيات الحضارية العربية في مختلف تجلياتها وتنوعاتها، من خلال علاقة ود وتلاقح ثقافي مستمر بين العواصم الثقافية العربية التي تم اختيارها.
وفي سياق ثقافي تواصلي اختارت اللجنة التنفيذية لصفاقس عاصمة الثقافة العربية تمرير المشعل لمدينة الأقصر المصرية في حفل فني عهدت مهمة إحيائه للفنان التونسي العربي صابر الرباعي والفنانة المصرية العربية أنغام في تشكيل ثنائي يعد رواد الثقافة والتظاهرة ممن يتوقع وفودهم بعشرات الآلاف على ساحة باب الديوان التاريخية بعرض يليق بحدث انتقال عاصمة الثقافة العربية من صفاقس إلى الأقصر.
تمرر صفاقس شرف تنظيم التظاهرة، وقد تركت فيها بصمة تونسية خالصة جددت من خلالها قرب التونسيين من عديد الشعوب العربية وخاصة من الفلسطينيين ومساندتهم المطلقة للقضية الفلسطينية، وقد كان ذلك بالخصوص من خلال إمضاء اتفاقية توأمة بين صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 والقدس عاصمة دائمة للثقافة العربية يوم 24 جويلية الماضي غداة الافتتاح الرسمي بحضور وزيري الثقافة للبلدين الشقيقين. اتفاق تجسد عبر تظاهرات ثقافية مشتركة من أبرزها تظاهرة التصوير الفوتوغرافي « صفاقس بعيون فلسطينية والقدس بعيون تونسية ».
أكثر من 2000 ضيف بين مبدعين ومفكرين وفنانين عرب وشخصيات رسمية (وزراء، سفراء، ممثلو منظمات دولية) وفدوا على مدينة صفاقس خلال التظاهرة وشاركوا في فعالياتها المختلفة. ولن ينسى متابعو تظاهرة صفاقس عاصمة للثقافة العربية حلول ضيوف عرب من طينة عادل إمام والأسعد فضة وبول شاوول ويوسف بن يوسف وشيرين والشاب خالد وسعد المجرد ونجوى كرم وأدونيس وأحمد عبد المعطي حجازي نجوم مروا بصفاقس ودونوا فصولا جديدة في سجلها الثقافي تاركين فيها أحلى الذكريات.
وكانت الأسابيع الثقافية العربية من أبرز المحطات التي طبعت تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016 بما تضمنته من أنشطة ثقافية مختلفة وما وفرته من فرص لاستقبال مبدعين من عديد الأقطار العربية وبما رسخته من تقاليد تبادل ثقافي عربي عربي.
كما شهدت التظاهرة التأسيس لمهرجانات وتظاهرات عربية من شأنها أن تثري المشهد الثقافي العربي مثل الملتقى العربي لفن الشارع والمهرجان العربي الأول للكاريكاتور وأيام صفاقس السينمائية والمهرجان العربي للمسرح بصفاقس ومهرجان المالوف المغاربي وغيرها من التظاهرات.
أكثر من 160 قناة تلفزية و200 قناة إذاعية بين تونسية وأجنبية و60 صحفيا أجنبيا تفاعلوا مع هذه الأنشطة ونقلوا وقائعها ولا سيما منها التظاهرات الجماهيرية، على غرار حفل الافتتاح الذي تابعه قرابة 250 ألف شخص وأيام صفاقس السينمائية التي حضرها أربعة آلاف متابع والعروض المسرحية التي واكبها 2500 شخص والعروض الموسيقية في المدينة والمعتمديات التي واكبها أكثر من 12 الف شخص وغيرها.
ولئن واجهت تظاهرة « صفاقس عاصمة الثقافة العربية 2016″ عددا من الصعوبات في بلوغ استحقاقات مشاريع البنية التحتية المبرمجة لتهيئة المدينة بالمناسبة، إلا أنها توفقت وهي تحزم حقائبها إلى جلب الأنظار إلى أحد أبرز معالم الجهة الثقافية وما يواجهه من تحديات ومخاطر وهي المدينة العتيقة، إذ تمكنت بداية من انتشال مجموعة من المنازل القديمة، المختزلة بمعمارها ومكوناتها الأصيلة لفصول هامة من تاريخ الجهة وهويتها الثقافية، من خطر الاندثار والإهمال وتحويلها إلى دور ثقافية ومشاريع تنبض اليوم إبداعا ونشاطا بعد أن لفها الإهمال والنسيان وذلك على غرار « دار كمون » التي تحولت إلى قصر للصورة و »دارخماخم » التي أصبحت دارا للجمعيات الثقافية وتحولت « دار العفاس » إلى دار للشعر تحت مسمى « ديوان صفاقس الشعري » والمدرسة العباسية إلى مركز ثقافي تلمذي.
سعت التظاهرة كذلك إلى دعم ملف ترشح مدينة صفاقس التاريخية لإدراجها على قائمة التراث العالمي لليونسكو بعد أن سجلت على اللائحة التمهيدية، وذلك من خلال رصد مبلغ مالي يقدر بسبعين ألف دينار لاستكمال الأعمال والدراسات اللازمة.
وكان آخر المشاريع التي ظفرت بها مدينة صفاقس العتيقة مشروع تهيئة المدرسة الحسينية وتحويلها إلى مركز للتكوين في الحرف والمهن القديمة التي صارت مهددة بالاندثار وقد قدرت الاعتمادات المرصودة لهذا المشروع بمليوني دينار وينتظر أن ينطلق إنجازه قريبا.
ولم يكن الحصول على هذا المبلغ وغيره من المبالغ الهامة المخصصة لإنجاز عدد من مشاريع البنية الثقافية التحتية ولا سيما مشروع المكتبة الرقمية بالكنيسة (18.5 مليون دينار) والمشروع الثقافي الترفيهي بشاطئ القراقنة (6.5 ملايين دينار) الذين ينتظر انطلاق تجسيمهما أيضا في الفترة القليلة القادمة بالمهمة اليسيرة نظرا لما حفت بهذه الاستحقاقات من ظروف غير ملائمة لا سيما منها الظرف الاقتصادي الصعب للبلاد، فضلا عن الخلافات التي سادت بين أعضاء الهيئة التنفيذية الأولى للتظاهرة مما أسفر عن حلول هيئة بديلة لمواصلة تنفيذ مختلف البرامج.
وما كان زخم الأنشطة الثقافية المنجزة في التظاهرة في شتى فنون الإبداع وأجناسه ليعني شيئا بالنسبة إلى قطاع واسع من المثقفين في صفاقس وأهاليها، لو لم تحصل اللجنة التنفيذية وجهة صفاقس عموما ، ولو بشيء من التأخير، على موافقة السلط العمومية في تونس على إنجاز مشاريع البنية الأساسية المبرمجة نظرا لما يعلق عليها من آمال في تحقيق النقلة النوعية التي تروم نخب المثقفين تحقيقها على الساحة الثقافية في جهة صفاقس وإعادة مجدها التليد في المجال.
وقد أصبحت الساحة الأمامية للكنيسة اليوم بعد تهيئتها من قبل التظاهرة في صورة أجمل وأرحب مما كانت عليه في السابق بشهادة الجميع. وينتظر أن تأخذ أبعادا أكثر جمالا وفاعلية ثقافية مع إنجاز مشروع « المكتبة الرقمية » داخل الكنيسة أيا كانت الصيغة التي سيقع التوافق حولها (مكتبة رقمية أو مركز ثقافي متعدد الاختصاصات أو قاعة عروض كبرى).
ويتوقع أن يتكامل هذا المشروع عند استكماله مع المكونات الثقافية والترفيهية لمشروع شاطئ القراقنة فيعود الشباب إلى الثقافة وإلى صفاقس بعد أن هجروهما، وهي عودة يطمح إليها أبناء الجهة تجسيما لحقهم في الثقافة وفي جودة الحياة.

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma