البث الحي

الاخبار : أخبار وطنية

هيئة الحقيقة والكرامة

الجلسة العلنية السابعة لضحايا الانتهاكات : مباركة التونكتي تروي مأساة « القفة والزيارة »

وصفت هيئة الحقيقة والكرامة الشهادة الأولى لضحايا التعذيب في جلسة الاستماع العلنية مساء امس الجمعة بأنها « معاناة القفة والزيارة » وهي معاناة تعرضت إليها مباركة التونكتي، أم سجن 5 من أبنائها على خلفية انتمائهم لحركة الاتجاه الاسلامي (حركة النهضة حاليا) ونشاطهم الدعوي والاجتماعي.
أصيبت الضحية بالسكري وبالرعاش وهي تعاني حاليا من اضطرابات نفسية واكتئاب حاد. لم تستطع القدوم لتروي شهادتها وحضرت عوضا عنها ابنتها هدى التي روت أن بداية المحنة انطلقت سنة 1984 (مظاهرات أحداث الخبز). في مظاهرة بمنطقة بن عروس (الضاحية الجنوبية للعاصمة) وقع إيقاف تلاميذ وضبطت قائمة بأسمائهم لطردهم نهائيا من معاهدهم. كان من بين هؤلاء عبد الرؤوف بن مباركة الذي عاد للمنزل يومها لكن أخاه فيصل لم يبت ليلته بالمنزل.
قالت هدى « ليلتها، تتالى الطرق العنيف على باب منزلنا وهجمت بمجرد فتحه مجموعة كبيرة من رجال الشرطة بعضهم أشهر مسدسه في وجوه الأطفال ودخل آخرون إلى غرفة رؤوف حيث كان نائما بسريره وانهالوا عليه ضربا بالأرجل قبل أن يقتادوه إلى الخارج ». في الساعة الواحدة من الليلة ذاتها تهجم مجموعة أمنية أخرى على المنزل تجر معها أخاها فيصل بطريقة وحشية حسب ما ترويه هدى ليقتادوا معهم بعد ذلك أخاها عبد الرحمان.
تواترت المداهمات الليلية لمنزل الضحية وكان الأعوان يتعمدون ترهيبها وإهانتها وبلغت المعاناة ذروتها سنة 1990، وفق ما ذكرت الابنة هدى. سنتها، تم إيقاف الابن رؤوف الذي حوكم في ما بعد ب21 سجنا بتهمة المشاركة في الاعتداء المقصود به تبديل هيئة الدولة والانتماء لجمعية غير مرخص لها. ثم تم إيقاف ابنها الثاني فيصل فالثالث مهني وسجن بعدهم ابناها الرابع والخامس منير وعبد المنعم.
وإمعانا في التنكيل وزعوا أبناءها على سجون متفرقة (9 أفريل وبرج الرومي وجندوبة والناظور وحربوب وسوسة والهوارب وقابس وبرج العامري وقرمبالية والكاف وبنزرت). صارت الضحية تقضي أيام الأسبوع في التنقل بين السجون وتحمل لأبنائه « القفة » بالتداول. كما تحمل قفة لزوج ابنتها فوزية المسجون أيضا بتهمة الانتماء لجمعية غير مرخص لها. كانت تتعرض هي وأفراد عائلتها لشتى أنواع الإهانات، إذ كان الأعوان يجبرونها على نزع حجابها شريطة رؤية أبنائها ويستغلون أحيانا أميتها ليدعوا أن بطاقة الزيارة غير سليمة فيمنعونها من الدخول.
تعرض الأبناء لشتى أنواع التعذيب وللسجن الانفرادي عدة مرات وأحيانا لأسباب واهية وطردت هدى ابنتها من المعهد بسب ارتدائها الحجاب. كان العائلة وفيرة العدد تتكون من أب وأم و14 طفلا وليس لها من عائل سوى الاب الذي يعمل سائق حافلة ولا يكفي أجره لسد رمقهم. اضطرت مباركة للتنقل بين الأسواق الأسبوعية القريبة من محل سكناها تبحث عن بقايا الخضر التي يلقي بها البائعون لتوفر « القفاف » لأبنائها. أصرت مباركة على عدم الانقطاع عن زيارة أبنائها، وقالت هدى « القفة رسالة لأخوتي المسجونين بأن لهم سندا ».
تواصل عذاب العائلة حتى بعد أن أطلق سراح أبنائها المسجونين، فالمتابعة الإدارية حرمتهم من حق الدراسة والعمل ومات الابن مهدي سنة 2011 بعد معاناة مع مرض السل الذي أصيب به في السجن.
قالت مباركة في فيديو مسجل قدمته الهيئة خلال جلسة الاستماع « لن أسامح. ما عشته من ويلات وما أعانيه اليوم لم يترك لي أية قدرة على التجاوز ».

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma