البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

صالح-جغام __حسنين_هيكل

صالح جغام … ومحمد حسنين هيكل … باعدت بينهما الجغرافيا وجمعهما حب الإعلام

هيكل اشترط الحوار بمقابل  … وصالح جغام كافأه « بالذهب « 

استوقفني مقال كتبته الزميلة الصحفية منيرة الرزقي وصدر في جريدة الصحافة اليومية بتاريخ 17/ 2/ 2017  تحت عنوان  » عيد الاذاعة ورحيل فتاها الصالح  » …  واختصرت البعض مما جاء فيه ، وقد قرنت العيد العالمي للإذاعة الذي يصادف يوم 13 فيفري من كل سنة ، برحيل فارس الميكروفون الإذاعي القدير صالح جغام … وأشارت الزميلة الى أن احتفال الاذاعة بعيدها قد لا يعني شيئا بالنسبة للكثيرين الذين يغرقون اليوم في عوالم « الانفوميديا » الجديدة ، وقد يمر هذا اليوم عاديا  بالنسبة  للمستوطنين في شبكات التواصل الاجتماعي ، ولكنها تعني الكثير بالنسبة للذين يكابدون من اجل ما هو حقيقي وعميق وإنساني في زمن الزيف المطلق  وأضافت : تحتفل الاذاعة بعيدها في ظل المنافسة الشرسة  للفضائيات المتناسلة كفقاقيع الصابون وتغول واضح لشبكات التواصل الاجتماعي .. ومع ذلك مازال من هو وفيّ للإذاعة ولم يتخل عن عشقه لها واهتمامه بها ، تماما كعاشق الكتاب والسينما والمسرح … وفي ظل احتفالاتنا بعيد الاذاعة لا يمكن ان نغفل عن رحيل احد فرسانها صالح جغام الذي تمر ذكراها يوم 22 فيفري من كل سنة وهو الذي قال عن الإذاعة ذات يوم » الإذاعة هي بيتي ومدرستي فيها يبدأ نهاري ولا اغادرها إلا عندما يبدأ ليلي  » .

               كلاهما هرم في ميدانه …

نعم ذلك هو المرحوم صالح جغام الذي أحب الإذاعة وأعطاها من جهده ووقته وأعصابه وغرامه الشيء الكثير ، كما أعطته هي ما كان يحلم به من مجد وشهرة وتألق وتفرد وظل في بؤبؤ عين مستمعيها ومحبيه بصفة عامة  بعد ان غادرها  فجأة في 22 فيفري 1991  وهو في اوج العطاء …

 أشياء كثيرة حلم بها صالح جغام وهو في رحاب الاذاعة  .. فيها ما تحقق له وفيها من ظل حلما رافقه الى مثواه الاخير … ومن الاشياء التي حققها في مسيرته الاعلامية ويعتبر سبقا صحفيا  نادرا  ذاك الحوار الاذاعي المطول الذي اجراه مع عملاق الصحافة العربية محمد حسنين هيكل عندما زار تونس سنة  1983 لحضور ندوة دولية و لتقديم كتابه للرئيس الحبيب بورقيبة والذي حلم هو ايضا بلقائه وهو الزعيم التاريخي الكبير … وان بدا اللقاء  للصحفي صالح جغام صيدا إعلاميا ثمينا ، فانه لم يكن بالأمر السهل مثلما تخيل صالح … فقد فاجأه عملاق الصحافة العربية بسؤال لم يخطر على باله قط … اذ اشترط مالا مقابل هذا الحوار الذي سينشر في مجلة « الإذاعة والتلفزة  » وهو رئس تحريرها ، صالح فاجأه هذا الطلب إلا انه عرف بحرفيته وذكائه الاعلامي  وشطارته الصحفية كيف يقنع العملاق ويؤكد له انها مجلة تابعة لمؤسسة اعلامية كبيرة ولكن الميزانية المخصصة لها قليلة ، كما رجاه أن لا يحرم قراء المجلة وخاصة ممن لا يعرفون العملاق هيكل ان يطلعوا على هذا الحوار السبق … عندها وافق العملاق على طلب الصحفي الطموح … اجري الحوار اذاعيا ولكن عندما نقله صالح جغام كتابيا للمجلة كان لابد من اخراج فني جميل ومعبر ، فاخذ صالح المصور الصحفي الياس السويسي معه إلى احد المحلات في  سوق الذهب بالعاصمة وطلب منه التقاط صورة لإطار ذهبي  ووضع صورة هيكل وسط الاطار عند التركيب  تقديرا له وردا للجميل وحتى يكون الاخراج الفني والطبع  متفردا ومميزا .

هذا هو الجانب الخفي لذلك اللقاء التاريخي الذي نشرته مجلة « الإذاعة والتلفزة  » في العدد 537 بتاريخ 22 ماي 1983 وهذا ما رواه لي الزميل والصديق الياس السويسي ولم ينفه الزميل الحبيب جغام شقيق زميلنا الراحل .

ومن الصدف ان يرحل الإعلامي القدير صالح جغام وعملاق الصحافة العربية محمد حسنين هيكل في الشهر نفسه « فيفري » ولكن بسنوات متباعدة … فتمر هذه السنة الذكرى 28 لرحيل صالح ، والذكرى الأولى لوفاة هيكل … وبما ان العظماء فقط هم من يخلدهم  التاريخ فان  كلاهما كان هرما في ميدانه …فهيكل كان مدرسة صحفية تخرج منها الكثير … كما ترك كتبا كثيرة في مواضيع مختلفة وقضايا عربية وغربية متنوعة وقال عنه الصحفي الانقليزي الشهير ( دافيد هريست ) « لو كانت امور مصر تدار بنفس الدقة والنظام اللتين أدار بهما هيكل   »دار الأهرام « لكانت مصر احسن حال مما هي عليه مع حكامها  » وصالح جغام كان مثالا ونموذجا لذلك الاعلامي العصامي الذي نحت تجربته من الصخر  وافتك مكانه عن جدارة في الميدان الاعلامي المسموع والمكتوب والمرئي ، فاستحق أن يكون موضوع بحث ورسالة تخرج  من معهد الصحافة وعلوم الاخبار انجزتها زميلتنا منيرة الرز قي .  

ومن هذا المنطلق اردنا  في بوابة الاذاعة التونسية وللوفاء والذكرى ان نواكب الحدث ونحاول تنشيط الذاكرة .

|

لبوابة الاذاعة التونسية : اعداد : عبد الستار النقاطي

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma