البث الحي

الاخبار : أخبار عالمية

تحسن النمو الاقتصادي في تونس

قمة الحكومات بدبي تناقش قدرة الدول على مواجهة التحولات الإقليمية والدولية

كيف يمكن للحكومات أن تواجه التحولات العالمية المتسارعة؟ كيف لها أن تكسب رهان التكنولوجيا والالتحاق بمضمار الإقتصاد المعولم دون الوقوع في الإرتباط التام بالآخر؟ كيف تحافظ الحكومات على حدودها وعلى مجتمعاتها من خطر التطرف المتزايد؟ أسئلة محورية ، تبحث فيها جلسات القمة العالمية للحكومات في دورتها الخامسة بإمارة دبي من 12 إلى 14 فيفري الجاري.
في أشغال اليوم الأول للقمة ، كان الحديث مطولا عن مستقبل الاقتصاد في البلدان الصاعدة، تلك التي تمر بتحولات سياسية في اتجاه الديمقراطية أو التي تسعى للخروج من حدودها الضيقة في اتجاه آفاق أرحب من شأنها أن تحتضن طموحها الإقتصادي المبني على معطيات وثروات طبيعية وبشرية قابلة للاستغلال على غرار العديد من الدول الإفريقية.
في هذا السياق قالت نائبة الأمين العام لمنظمة التعاون الإقتصادي والتنمية ماري كيفنيمي ، إن ماشهده العالم من تطورات خلال السنة المنقضية يؤكد ضرورة أن تسترجع الدول ثقة شعوبها في حاكميها، كخطوة أولى ورئيسية من أجل التوصل إلى تحقيق التنمية .
وأضافت أن، وضعية الشباب والمرأة في منطقة شمال إفريقيا والشرق الاوسط ،يتطلب مزيد التعزيز، وإن كان بدرجات مختلفة، مشيرة إلى أن نسب تمكين هذين الشريحتين في المنطقة تعد ضعيفة نسبيا.
واعتبرت أن تونس هي من بين البلدان القادرة على تحقيق خطوات كبيرة وتطور هام على مستوى التنمية خلال المرحلة المقبلة شرط أن تتمكن السلط من استرجاع ثقة المواطن وخاصة الشباب الذي يحتاج حلولا جذرية لمواجهة معظلة البطالة.
وتحدث رئيس جمهورية السينغال ماكي سال، عن تجربة بلاده التي تحقق خلال السنوات الأخيرة نقاطا هامة على مستوى النمو الإقتصادي، مشيرا إلى أن القارة الإفريقية باتت تمثل سوقا واعدة على مستوى الاستثمار وكذلك الاستهلاك.
وأضاف أن إفريقيا تشهد اليوم تغييرا حقيقيا وأن أغلب البلدان الإفريقية، واعية بأن كل الاقتصاديات العالمية لا يمكنها الازدهار في ظل الإنعزال والتقوقع، وأنها أصبحت اليوم واعية بأهمية تطوير البنية التحتية للتشجيع على الالتحاق والاستثمار في هذه الأرض الثرية بالآفاق الواعدة.
أما المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد، فقد تعرضت خلال الحوار معها ، إلى التطور الذي يتجه نحوه الإقتصاد الأمريكي، بعد الإجراءات التي سيتم اتخاذها مستقبلا بخصوص وضع الدولار الأمريكي ، منبهة إلى أن هذا التطور سيكون له تداعيات على الإقتصاديات الصاعدة.
وفي جانب آخر من أشغال القمة العالمية للحكومات، أثار الحضور موضوع سيكولوجية التطرف، حيث حاول المتدخلون تحليل هذه الظاهرة وأسباب انتشارها، واقتراح الوسائل الممكنة لاجتثاثها، خاصة وأن انتشار التطرف والإرهاب، أصبح صفة لصيقة بالإسلام والمسلمين ، وفق ما أشار إليه المحاضرون.
الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي عبد الله العبيدي، بين » وجود منظومة تم خلقها من قبل ما يسمى بالإسلام السياسي ،في بدايات نشأته، وهي تسعى الى استعادة الخلافة الإسلامية وتستند في فكرها إلى ما يسمى بفكرة الإسلام المستفز أو الإسلام الغاضب » والتي قال « إنه قد تم صناعتها بإتقان عبر صناعة السخط والإحباط عبر الهجوم على كل ما تقوم به الحكومات لتحقيق الحداثة، قبل المرور إلى صناعة العنف من خلال التنشئة العسكرية ».
ونبه إلى أن مشكلة التطرف والإرهاب « ستستمر لوقت طويل، رغم كل الجهود المبذولة دوليا »، ولا يمكن اجتثاثها ببساطة ، مبرزا أن الحكومات مطالبة اليوم بإيجاد استراتيجية شاملة للخطابات الدينية تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المجتمعات التي تواجه هذه الآفة، وكذلك ببناء منظومة تشريعية قادرة على ملاحقة التطورات ومواكبة التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة.
كما شدد على ضرورة قطع الطريق أما منابع التمويل ، الذي يعتبر وفق تقديره من « أخطر الأسباب وراء تغلغل آفة الإرهاب، وتهديدها الجدي الذي لا تستثنى منه أي دولة في اي ركن من أركان الأرض ».
وتداول المشاركون في العديد من الورشات وحلقات النقاش المنعقدة ضمن فعاليات اليوم الأول للقمة مفهوما جديدا وهو « الحكومات الخلاقة » وهو مفهوم يرتكز على فكرة استشراف المستقبل، والاستثمار في المعرفة ، عبر خلق أفكار ذكية قابلة للتطبيق من شأنها أن تكفل للأجيال القادمة ، مستقبلا أفضل على مستوى العيش الكريم والصحي في ظل توفر مياه وغذاء ومحيط بيئي أفضل.
وتم أيضا تسليم جائزة أفضل وزير في العالم إلى وزيرة الصحة والعمل الاجتماعي بجمهورية السينغال، وهي جائزة يتم اختيارها من قبل لجنة تضم شخصيات مستقلة تنشط في منظمات ومؤسسات عالمية على غرار صندوق النقد الدولي.
يذكر أن القمة العالمية للحكومات هي تجمع حكومي سنوي عالمي وهو منصة دولية لتبادل المعرفة في مجالات الحكومات واستشراف المستقبل والتكنولوجيا والابتكار.
ويشارك في هذه الدورة الخامسة حوالي أربعة آلاف شخصية من 139 دولة ، للنقاش وتبادل المعرفة ووجهات النظر حول قضايا عالمية جوهرية من قبيل مواجهة التطرف والمستقبل الغذائي للشعوب ، وفق ما أعلن عنه صباح اليوم رئيس القمة محمد عبد الله القرقاوي ، في الجلسة الافتتاحية .
ويؤمن المحاضرات والحوارات خلال هذه القمة حوالي 150 متحدثا يمثلون ثلة من الخبراء والمختصين في مجال السعادة ومنتدى التغير المناخي والأمن الغذائي ومنتدى الشباب العربي.
وتنتظم هذه الدورة بمشاركة مؤسسات ومنظمات عربية ودولية على غرار البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي واليونسكو ووالمنتدى الإقتصادي العالمي.

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma