البث الحي

الاخبار : أخبار عالمية

خطف أربعة صحافيين ايطاليين في شمال سوريا

رنا يوسف الأنثى السورية التي روضت وحوش الإرهاب

تجربة حوار فريدة من نوعها خاضتها السورية رنا يوسف عضو قيادة فرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي ورئيس مكتب التربية والطلائع، مع قادة الجماعات التكفيرية والإرهابية المسلحة التي كانت مسيطرة على أجزاء هامة من مدينة حلب بهدف ثنيهم عن حمل السلاح ومغادرة المدينة .
تجربة استطاعت عبرها هذه السيدة السورية التي تسلحت بقوة الإيمان والصبر والصمود وعلى امتداد أكثر من ثلاثة أشهر، أن ترسم في ديجور الظلام الحالك الذي جثم على بلادها وعلى مدينتها حلب لمدة سنوات، خيط نور أضاء ما يمكن أن يشكل طريق خلاص لبعض الأنفس التي ما زال يكمن في بعض زواياها حس إنساني. تجربة لم تخلو رغم حجم المأساة وقسوة الظرف أن تحرك المشاعر الإنسانية لدى الطرفين.
بداية التواصل
تحدثنا رنا يوسف عن تجربتها في التفاوض مع « من أتوا ليدمروا بلدها ويقتلوا أهلها ويغتصبوا نساءها » لتوضح أن الهدف كان برغم كل المآسي والآلام والمرارة، هو إيقاف كل ذلك وإقناع الفصائل المسلحة التي كانت مسيطرة على أجزاء كبيرة من حلب بالاستفادة من مرسوم العفو الذي أصدره الرئيس بشار الأسد، من خلال رمي السلاح ومغادرة المدينة.
وتضيف « هدفنا في البداية كان العمل على ألا يولد لنا جيل جاهل فبدأنا بقطاع التعليم إذ لدينا مدارس حكومية في المناطق التي تحت سيطرتهم (المسلحون)، كنا نقول لهم خذوا ما شئتم، المدرسون والأطفال موجودون هناك تحت سيطرتكم ويعيشون معكم دعوهم يفتحون المدارس « ، كما تم إرسال الكتب والمناهج، ورواتب المدرسين.
أما المرحلة الموالية والأساسية فكانت التواصل مع قادة الفصائل المسلحة وهنا تبين يوسف أنها بدأت بالحصول على أرقام هواتفهم للتواصل معهم، مستعينة بالمسلحين من الدرجة الثانية والثالثة من أبناء سوريا الذين كانوا يقومون بمرافقة هذه القيادات.
وتضيف « بدأت تجربتي معهم بصفتي إنسانة مدنية، صوت أنثوي ناعم يأتي عبر الهاتف ليتحدث إلى رجل، كنت أترك الحوار يسير بهدوء وأفسح المجال لحوار إنساني على أساس أنني لا أعرف صفته وماذا يعمل » أما عن توقيت التواصل فتقول أنها كانت تستمر طوال الليل من الواحدة إلى الصباح وهي الفترة التي يخرج هؤلاء المسلحين في عمليات مناوبات لتفقد لمقراتهم ومكاتبهم، وجولات على القطاعات التي كانوا يسيطرون عليها.
عقبات التواصل
وعن محتوى الحوار الذي كان يستمر لليال وأيام طويلة تقول رنا يوسف أنها بدأت بالفكر والحوار الإسلامي المعتدل وتسلحت بكل ما تحمله من معرفة دينية من نصوص قرآنية وأحاديث نبوية تدعو لعدم القتل وعدم التمثيل بالجثث، كما كانت تستنجد بقصص تلامس الشعور الإنساني للرد على محاوريها الذين كانوا يلحون في سؤالها إن كانت مسلمة، وهل هي من أهل السنة والجماعة، وهل تمارس كل شعائرها الدينية، إلى أن أحس بحسب تعبيرها قسم كبير منهم بالخطأ، لكن المشكلة كانت في تورط هؤلاء في العمل السياسي والمسلح والرواتب والقرارات المتأتية من الخارج فقادتهم كانوا من دول أجنبية.
خلال هذه التجربة حاورت رنا يوسف أكثر من 237 مسلحا، تجربة لم تخلو من صعوبات وعمليات صد وتهديد وفقدان أمل سيما مع الفئة التي كانت تملك الفكر المتطرف الحقيقي، وتؤمن بالطاعة العمياء للأمير(أمير الجماعة)، وهنا تعطي محدثتنا مثالا لذلك، أحد السوريين المكنى أبو بكر وهو القائد العسكري لكتائب الصفوة الاسلامية، الذي قالت أنه مجرم وقاتل ومتأصل فيه الإجرام.
وتضيف يوسف « كل حوار يواجه عقبات وعثرات كأن يتم حظر المحاور أو قطع الاتصال إلا أنني لا أيأس ولا مجال للكرامة، فأعود للبحث عنهم وأتصل عشرات المرات، وهناك من أعدت التواصل معه من خلال الحصول على رقم زوجته، لأن الهدف الأساسي كان الحصول على نتيجة وهي أن يلقوا السلاح ويغادرون ».
خلال هذه التجربة حاورت يوسف أيضا المسلحين الأجانب كان أحدهم ينتمي لإحدى الدول الخليجية، تصفه لنا « بأنه كان صاحب شخصية ضعيفة ومهزوزة وخائفة ومتوترة، فأحيانا يبدو في مظهر العنيف المستنفر الذي يهدد بالتفجير ويصف محاوريه بالإنغماسين، وأحيانا أخرى يكون كالطفل في حاجة إلى مهدىء أو مصحة عقلية ».
مواقف إنسانية
هذا التواصل لليال وأيام، ورغم قساوة الظرف لم يخلو من مواقف إنسانية ومشاعر مودة. تقول يوسف « نسبة النجاح كانت ناجحة جدا، وأحد أمراء جبهة النصرة قال لي كوني واثقة سأجمع أموالي وأغادر باتجاه أي دولة أوروبية ولن أحمل السلاح ما حييت »
وتضيف « الهدف الأساسي كان في البداية أن يرموا السلاح ويغادروا، لكن التواصل أفادنا فقد حركنا في البعض منهم الشعور الإنساني، وكنت أقول لأحد القادة العسكريين ليتهم لا يغادرون .. اعطوني شهرا آخر، لمواصلة العمل معهم ».
أما أصعب المواقف التي عاشتها رنا يوسف خلال هذه التجربة فهي مع قائد جبهة النصرة الذي وعدها بألا يحمل السلاح مستقبلا، فالرجل بحسب تعبيرها متورط جدا ويأخذ رواتب من قطر لمدة أربعة سنوات، كان يريد أن يأخذ معه أولاده وهو يستعد للمغادرة من احد القطاعات باتجاه السكري لكنه كان خائف فما كان منها إلا أن طلبت منه أن يخرجهم مع المدنيين ووعدته بأن تربيهم مثل أبنائها إن لم تكتب له النجاة.
وعن المستقبل تقول رنا يوسف « كنا متخوفين في البداية باعتبار حجم الشر الذي زرعوه في عقول أبنائنا والدمار النفسي الذي سببوه لهم فمن كان عمره 5 سنوات عند وصولهم أصبح اليوم في العاشرة
ومن كان في العاشرة أصبح اليوم شابا يافعا، لكن برغم المأساة لست متخوفة بل متفائلة فالشر والشدة ولدت ردود فعل عكسية عند المجتمع والأطفال الأبرياء الذين لمسنا عندهم تجاوبا ورغبة في التحرر مما عانوه  »
المصدر : وات

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma