عرضت ورشة عمل انتظمت اليوم الثلاثاء بمدينة توزر في اطار الاستراتيجية متعددة القطاعات لتنمية الطفولة المبكرة (من 2017 الى 2021)، النتائج الأولية للاستشارة التي انطلقت منذ أكثر من سنة على مستوى جهوي واقليمي، بغاية النظر في تعديلها قبل صياغة النسخة النهائية منها والتي ستخصص لوضع تصور استراتيجي لمزيد الاهتمام بالطفولة المبكرة والبحث عن التمويلات لتنفيذها.
وبين مدير التنشيط التربوي والاجتماعي والترفيه بالادارة العامة للطفولة في وزارة المرأة والأسرة والطفولة لطفي بن عز الدين أن الاستشارة « ترمي الى وضع كافة الامكانيات وتلبية حاجيات الطفل في هذه المرحلة العمرية من خدمات تتصل بالحماية الاجتماعية والتغذية والتربية والصحة »، مضيفا انها « استراتيجية مندمجة متعددة القطاعات تتدخل فيها جميع الهياكل الحكومية وغير الحكومية المعنية ».
وأوضح أن الاستراتيجة « تهتم بالطفولة المبكرة (أي مرحلة ما قبل الولادة والى سن 8 سنوات) باعتبارها مرحلة هامة في تشكيل شخصية الطفل ووضع أسس لجيل كامل من المجتمع »، ملاحظا أنه « تم خلال الاستشارات العشر، تشريك المحيط العائلي والمدرسي والصحي ومختلف المتدخلين » مشيرا الى انها « انطلقت من دراسة أولية كشفت ضعف التنسيق بين الأطراف المعنية ووجود خدمات غير مندمجة وغياب معايير الجودة في الخدمات المقدمة للطفل ».
ومن جهتها لفتت كاهية مدير مؤسسات ما قبل الدراسة بالادارة العامة للطفولة ومنسقة الاستراتيجية أسماء ماطوسي حيدري الى أن نتائج الاستشارات المنجزة « بينت التطور الهام في الخدمات الصحية الموجهة للطفل من تلاقيح وعناية بالأم الحامل، لكنها لم تخف بعض الاشكاليات المرتبطة بوفاة الأطفال حديثي الولادة ووفاة الأم أثناء الوضع وكذلك غياب العناية بالصحة النفسية للأم والطفل والمرافقة التربوية للولي وغياب معايير جودة الخدمات ».
وأشارت الى أنه « بالنظر الى خصوصية بعض الجهات، تم التركيز على أهمية التنشئة الدينية المتوازنة التي تتماشى مع عمر الطفل، ووجود اشكاليات مرتبطة بغياب خدمات الجوار في مناطق أو تجمعات سكنية على غرار المستشفيات ورياض الأطفال ودور الحضانة والكتاتيب »، مبرزة أن « من أهم المحاور التي تشتغل الاستراتيجية عليها، الخدمات الصحية والتربية والمحتوى البيداغوجي والتغذية السليمة والعنف الأسري المسلط على الطفل ».