حس بيئي وزاد معرفي ثري مكن تلميذ السنة الثالثة ثانوي اختصاص علوم، بمعهد سيدي مخلوف من ولاية مدنين، من القيام بمبادرة ذاتية بسيطة في محتواها، ثرية في ابعادها، حيث قام باعداد 3000 ملصقة كتب عليها باللغة الانقليزية « انقذوا كوكبنا »، ووضع كل واحدة داخل ظرف ضمنه 10 بذور لاشجار غابية تتلاءم وخاصيات مناخنا، ثم انطلق في توزيعها بولايتي مدنين وصفاقس.
انطلقت الفكرة، بما توفرت للشاب محمد هشام من بذور جمعها من اشجار كانت بحديقة منزله (نحو 45 الف بذرة)، اراد ان يفيد بها البيئة ويغرس سلوكا بيئيا تربى عليه، سلوكا يعطي للشجرة مكانتها المقدسة، حيث احسنت امه توظيف المكان فحولته الى حديقة تتواجد بها كل انواع الاشجار، وعلمه والده (طبيب) ان يجل البيئة وسلامة المحيط.
كل هذه العوامل هيأت الارضية لان ينشأ محمد على حب البيئة وان يتكون لديه وعي قل وجوده بين الناشئة، فمحمد يقول ان الشجرة « لو كانت تزود الانسان بالانترنت لحماها وحافظ عليها، في حين انها تزود الانسان بما لم يتوصل اليه البشر، فهي تعطيه الاكوسيجين وتخلصه من ثاني اوكسيد الكاربون ».
اعد محمد 3000 ظرف كتب عليه بلون اخضر « الشجرة رئة المدينة، حافظ عليها » وبداخل الظرف ملصقة حمراء اللون عليها صورة للكرة الارضية وعبارة « انقذوا كوكبنا » (باللغة الانقليزية) وتوجد معها بالظرف 10 بذور اراد منها محمد هشام « ان تكون منطلقا لثقافة بيئية تحترم الاشجار، ودعوة لكل من تحصل على هذا الظرف، ان لا يلقي بالبذور بل يزرعها حتى يساهم في انقاذ كوكب الارض »، حسب قوله.
يحمل محمد تخوفا على هذا الكوكب من انتهاكات الانسان للغطاء النباتي ومن تدهور بيئي كبير، وقد حمله ولعه بالفيزياء وبباقي الاختصاصات العلمية الى ان يمعن البحث في الكون، ويقف عند معطى اربكه وهو انه في كل دقيقة يقع اقتلاع 2000 شجرة، اي ما يعادل تراجع 130 الف كلم غابي في اليوم.
يامل محمد في ان يصل عند توزيعه الف ظرف فقط، الى ان تنبت 7 الاف شجرة، وبعد 3 سنوات تصبح مدننا خضراء، ويعمل على ان يكون مشروعه البيئي فاتحة افكار اخرى تخامر ذهنه، منها مبادرة للحد من استعمال البلاستيك واعادة الاعتبار الى منتوجات بديلة ونظيفة كالسعف.
ايمان محمد بافكاره وحسه البيئي الكبير، دفعاه الى ان يطرق كل الابواب للاقناع ونشر الوعي بما يمؤمن به، فاقبل على اقتراح تظاهرة بيئية احتضنتها مدينة مدنين لاطلاق شبكة « فايقين لبيئتنا » ومنها تم التعرف على مبادرات هذا التلميذ الصديقة للبيئة.
