البث الحي

الاخبار : متفرقات

السمامة

منطقة سمامة بسبيطلة : بين مطرقة الارهاب وسندان الفقر والحرمان

أعادت حادثة وفاة مواطن أصيل منطقة « وادي مساهل » بسبيطلة من ولاية القصرين مطلع الاسبوع الجاري في انفجار لغم أرضي بسفح جبل سمامة عندما كان بصدد رعي اغنامه، الى أذهان اهالي المنطقة والمناطق المتاخمة لها، صور حوادث مماثلة حصدت أرواح مواطنين فقراء أبرياء لا حول ولا قوة لهم، موردهم الأساسي هو الجبل، فكانت بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وجعلت أصوات المتساكنين تعلو منادية السلط الوطنية والجهوية ب »الالتزام بوعودها تجاه المنطقة ومتساكنيها والكفّ عن سياسة اللامبالاة، وتحمل المسؤولية الكاملة تجاه أبناء شعبهم القاطنين بين مطرقة الارهاب وسندان الفقر والحرمان ».
مطالب مشروعة اختصرها عم الجمعي الدبابي أحد متساكني « سمامة » بكلمات اعطى من خلالها فكرة عن وضع الاهالي والحلول الممكنة لتجاوز بعض الصعوبات حيث اكد ان « توفير مورد رزق قار لمتساكني المنطقة ولأبنائها وبناتها العاطلين عن العمل يغنيهم عن الجبل الملغوم، وربطها بالماء الصالح للشراب، وتهيئة بنيتها التحتية المهترئة ذات التضاريس الوعرة، وتحسين مرافقها الصحية لإنقاذ جرحاها من الغام الارهابيين، هي مطالبنا الأساسية ولا نريد غيرها ».
وغير بعيد عن عم الجمعي وبصوت مرتفع غاضب وحزين في ذات الوقت، نطق محمد الدبابي، وهو كهل في الخمسين من العمر، أصيل منطقة سمامة، قائلا « منطقة سمامة هي منطقة نضال كان لأبنائها دور كبير في دحر الاستعمار، غير أنها عوقبت بالإرهاب وبتجاهل الدولة لها وتحولت من منطقة نضال الى منطقة تدفع من حين لاخر ضحايا عزل تقتل بألغام الارهابيين وتقبر في صمت رهيب وغياب تام لأشباه المسؤولين الكذّابين، مصاصي دماء الفقراء والمحتاجين، الذين لا يهمهم غير مصالحهم وكراسيهم »، على حد تعبيره، مضيفا بنبرة احتقان « أهالي المنطقة ملّوا الوعود الزائفة ولامبالاة الحكومة، وان لصبرهم حدود ».
أما عم عبد الحكيم الشواشي، الذي شارف على السبعين من العمر، فقد اختار الحديث عن « سمامة » مسقط رأسه بصوت منخفض، قائلا، « جبل « سمامة هو مورد رزقنا الوحيد، ففيه ترعى أغنامنا ومنه نجني الاكليل وحبوب الصنوبر الحلبي لنبيعها ونوفر قوت عيالنا، ومن أشجاره نحصل على الحطب لتدفئة منازلنا المهتئة وأجسامنا الهزيلة، ومن عيونه نجلب الماء لنروي عطشنا وعطش حيواناتنا وغراساتنا، ومنه ومنه… ».
وبصوت متقطع وعيون دامعة أردف الشواشي قائلا « جبلنا مورد رزقنا الذي كان يغنينا عن الدولة ومسؤوليها، قد احتله الارهاب واحتل سفوحه وسدّ المنافذ أمام أهله ولم يترك لهم خيارا سوى الفقر أو الموت بألغامه « .
وبوجوه شاحبة وعيون دامعة على فراق شهيد خامس غيبته ألغام العناصر الارهابية عن الحياة وعن عائلته التى اضحت من دون عائل، طلب منا عدد من أهالي ومتساكني منطقة « سمامة » أن نبلغ اصواتهم الى معتلي الكراسي علهم يلتفتون الى هذه المنطقة الجبلية النائية وأهلها، وينفذون ما طالما وعدوا الاهالي به.
المصدر : وات

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma