وقف نشاط شركة ملاحات جرجيس « كوتيزال »، صباح اليوم الاربعاء، على خلفية تحرك احتجاجي أقدم عليه عدد من أعوان الشركة منذ 5 أيام، والذي تم تصعيده صباح اليوم بمنع بقية أعوان وإطارات الشركة من الالتحاق بمركز العمل، قبل أن يتم تعليق هذا التحرك ظهر الاربعاء، إثر الإعلان عن توقف نشاط الشركة.
وشارك في هذا التحرك نحو 50 عونا من الشركة، إثر اتخاذ مجلس التأديب التابع للشركة قرارات بطرد 3 من الأعوان أحدهم ب20 يوما والآخر بشهر، والطرد النهائي في حق عون له من الأقدمية 20 سنة، وفق ما ذكره أحد الأعوان المطرودين.
وأضاف ذات المصدر أن قرارات الطرد أتت، وفق روايته، على خلفية مطالبة الأعوان المذكورين بحقهم في منحة، معتبرا أن هذه القرارات « جائرة، وتعد من قبيل التسلط تجاه كاتب عام النقابة، بوصفه الطرف المطرود نهائيا ».
وأكد أن فك هذا الاعتصام « يعد تعبيرا عن حسن النية وعن استعداد العمال للحوار والتفاوض الذي تبناه الاتحاد الجهوي للشغل بمدنين في اتجاه الوصول الى الحل المناسب »، مشيرا بخصوص وضعيته، إلى أنه سيلتجئ إلى القضاء إذا ما لم يتم انصافه.
في المقابل أفاد مدير شركة ملاحات جرجيس، سفيان الخويلدي، بأن « هذا التحرك الاحتجاجي كبد الشركة، التي تشغل 103 عمال و4 إطارات ومسيرين، خسائر مادية، إذ توقف نشاط الشركة وانتاجها المقدر يوميا ب4 الاف أو 5 الاف طن من الملح »، مؤكدا أن « 3 بواخر تنتظر إذنا من الشركة لترسو بميناء جرجيس من أجل عمليات تصدير »، على حد قوله.
وأوضح الخويلدي أن إدارة الشركة انتهجت، من خلال مجلس تاديبها، عقوبة الطرد بسبب، ما وصفه، « خطأ فادحا تمثل في رفض 3 عمال العمل دون موجب أو مبرر، وهو ما نتج عنه عجز في تلبية حاجيات حريف أجنبي، مما أثر على سمعة الشركة وتعهداتها » لافتا إلى أنه « كان بإمكان العمال الطعن عبر القضاء في إطار قانوني، وليس الإضراب بشكل عشوائي »، وفق تقديره.
وأشار إلى أن « الشركة فتحت مفاوضات ثنائية مع مكتب النقابة المتخلية حول المنحة موضوع الخلاف، وتم تحرير محضر جلسة في الغرض إلا أنه تم نقض الاتفاق مع انتخاب مكتب جديد النقابة، اعتبر أن الاتفاق لم ينصف العمال، موضحا أنه كان بالإمكان النظر في إمكانية المراجعة ضمن أطر قانونية دون رفض العمل ، وهو ما يجعل الشركة مصرة على تطبيق القانون »، حسب قوله.
يذكر أن المنحة موضوع الخلاف تتعلق بمنحة ملء أكياس الملح كبيرة الحجم، التي أصبحت (هذه الأكياس) منتوجا مهما للشركة، وخاصة في السنوات الأخيرة لتتطور سعتها من 2000 طن في السنة الى 15 ألف طن خلال السنة المنقضية.