أسند الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند صباح اليوم الثلاثاء بقصر الاليزيه بباريس وسام الشرف للرباعي الراعي للحوار الوطني يومين قبل الحفل الرسمي لتسليم جائزة نوبل للسلام بالعاصمة النرويجية أوسلو.
وقال الرئيس الفرنسي خلال الموكب الرسمي الذى انتظم بالمناسبة ان توسيم الجمهورية الفرنسية للرباعي بوسام الشرف يأتي اليوم بمثابة رسالة الى كل الديمقراطيين لمواصلة العمل والجهد بهدف المحافظة على مكتسبات الثورة.
وأضاف هولاند في كلمة وردت على الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية الفرنسية أمام ممثلي المنظمات المتوجة بالجائزة أن توسيم الرباعي جاء باعتبارهم تحملوا مسوولياتهم وعبروا عن التزامهم وقدموا مقترحات لتحقيق التوافق بما مكن من وضع دستور 26 جانفي 2014 واستعادة الامل بعد أن ساد شيء من التخوف ازاء امكانية حدوث قطيعة محبطة لعزائم الشعوب اثر الربيع العربي .
وقال الرئيس الفرنسي ان اسناد جائزة نوبل للسلام للرباعي الراعي للحوار في تونس هو اعتراف بمساهمته في ارساء السلام وفي انجاح الانتقال الديمقراطي داعيا ممثلي المنظمات الاربع الى المواصلة على هذا المنهج .
واعتبر من جهة أخرى أن البلدان الديمقراطية تدافع عن القيم ذاتها وهي الحرية والتفتح. كما أنها تواجه التهديد نفسه الا وهو الارهاب. وقال في هذا الصدد سنواجه متضامنين هذه المحنة ونرد عليها بنفس الطريقة أى بقوة القانون وبعث الامل مشيرا الى أهمية توحيد كل الجهود لبلوغ هذا الهدف .
كما ذكر هولاند في كلمته ب التاريخ النضالي للمنظمات الراعية للحوار ودورها في ارساء الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان والشغالين والتنمية الاقتصادية بالبلاد .
ومن جهته عبر حسين العباسي الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل في كلمة القاها بالمناسبة عن عميق امتنانه لهذا التكريم الذى قال انه يأتي بعد أسابيع قليلة من استقبال الرئيس الفرنسي للرباعي بمناسبة احرازه على جائزة نوبل .
وأشار العباسي الى علاقات الصداقة المتينة والتضامن القائمة بين تونس وفرنسا والتي ما انفكت تتدعم أمام مواجهة الارهاب الذى هز البلدين وهو ما يتطلب مزيدا من التازر والتعاون لمواجهة هذه الافة التي تضرب الديمقراطية الفرنسية القديمة والديمقراطية التونسية الناشئة .
أما رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية وداد بوشماوى فقد عبرت في تصريح ل وات اثر الحفل عن كبير اعتزازها وفخرها بهذا الوسام الذى اعتبرته اعترافا دوليا وتكريما لمجهودات الرباعي وعديد الاطراف من المجتمع المدني في تكريس المسار الديمقراطي وحل الخلافات باعتماد منهج التحاور والتوافق .
وقالت رئيسة منظمة الاعراف أتشرف كمرأة تونسية وكرئيسة منظمة عريقة بمنحنا وسام الشرف الذى يجسم المجهودات التي بذلها الرباعي لضمان الاستقرار والامن بالبلاد التونسية.
يذكر أن اللجنة النرويجية لجائزة نوبل للسلام أعلنت يوم 9 أكتوبر الماضي عن اسناد جائزتها لسنة 2015 الى الرباعي الراعي للحوار ممثلا في الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية والهيئة الوطنية للمحامين بتونس والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان لما بذله هذا الرباعي من جهود حاسمة من أجل بناء ديمقراطية تعددية بتونس غداة ثورة الياسمين لسنة 2011 .
وقد حيا العالم من روساء دول وحكومات ومنظمات دولية واقليمية هذا التتويج الذى اعتبروه يتجاوز الرباعي الراعي للحوار ليشمل الشعب التونسي الذى قدم مثالا للعالم في ارساء حوار وطني كمنهج لحل الخلافات وارساء الانتقال الديمقراطي وتركيز الموسسات .