البث الحي

الاخبار : أخبار ثقافية

نجيب الخطاب

في ذكرى رحيله التاسعة عشر نجيب الخطاب عاشق « الاختين  » ومعشوق المستمعين والمشاهدين …

مرت اليوم 25 افريل 2017 الذكرى 19 لرحيل المنشط القدير نجيب الخطاب … »فارس المنوعات وصانع النجوم » مثلما كانت تطلق عليه هذه الالقاب من اهل الثقافة والإعلام … نجيب انظم الى الاذاعة في منتصف السبعينات قادما من الصحافة المكتوبة القسم الرياضي وتحديدا جريدة الصباح  » جاء الى الاذاعة مغرما ، فوجد التشجيع والدعم من السيد صلاح الدين بن احميدة ر.م.ع. الاذاعة والتلفزة انذاك .اول برنامج قدمه كان بعنوان : « لحظات رياضية  » …اكتشف المستمعون الاذاعة صوته واندفاعه وحماسه …ثم شرع في انتاج البرامج …فكان  » الوان وأجواء » ذاك البرنامج الاذاعي المنوعاتي الشهير الذي تواصل بثه لأكثر من 28 سنة … في سنة 1977 وبعد تأهل الفريق الوطني لكرة القدم الى كاس العالم التي احتضنتها الارجنتين انتج اول برنامج تلفزي بعنوان  » هدف  » بمعية المخرج عبد الجبار البحوري وكان يستضف فيه نجوم كرة القدم وقتها على غرار تميم بن عبدالله وحمادي العقربي وطارق ذياب وخميس العبيدي والصادق ساسي شهر « عتوقة » وعلي الكعبي ونجيب غميض وخالد القاسمي ومحسن الجندوبي وغيرهم من نجوم كرة القدم لتلك الفترة الذهبية ،دون ان ننسى بطل ملحمة الارجنتين وصانع مجد المنتخب الوطني المدرب الكبيرعبد المجيد الشتالي ومساعده توفيق بن عثمان …
وقد سطع نجم نجيب الخطاب بالخصوص ، لما ارسلته مؤسسة الاذاعة والتلفزة لمرافقة المنتخب الى الارجنتين كمعلق رياضي ، ومازال صدى صوته يرن في اذان المستمعين كلما اعادت التلفزة بث تلك القطة وهو يصيح بأعلى صوته لما سجل علي الكعبي الهدف الاول امام منتخب المكسيك »هدااااااااااااااااااااااااااافـــــ… »اليـــــــــــــــــــــــــــــــاي »…وتتالت صيحاته المبشرة بالنصر حيث فاز المنتخب الوطني بثلاثة اهداف لواحد … بعد عودته انطلق في تقديم البرنامج اليومي الشهير  » يوم سعيد » بمعية كل من صالح جغام والبشير رجب وصالح بيزيد … ثم شرع في انتاج البرامج التلفزية فكان اول برنامج « بدون استئذان « من اخراج عبد الجبار البحوري وكان يتابع نشاط الساحة الثقافية ويستضيف فيه اهل الموسيقى والغناء والطرب، الى جانب الرياضيين بطبيعة الحال « فما الحب إلا للحبيب الأول » مثلما يقال … سنة 1984 خاض نجيب الخطاب بمعية المخرج جمال الدين بالرحال المعروف بصانع المنشطين غمار اول منوعة تلفزية في بث مباشر هو الاول في تونس وفي العالم العربي ، حملت عنوان « لوسمحتم  » وقد كانت تنطلق في البث، من الساعة الثانية بعد الظهر الى الثامنة إلا عشر دقائق مساء ، وقد تواصلت لمدة سنوات وقد ركز نجيب في منوعته وبالأساس ، على الاغنية التونسية وقد اختار الموسيقار عبد الكريم صحابو مستشارا له ، وقد عرفت رواجا كبيرا وقتها وكان المطربون والمطربات يسجلون الجديد لبثه في تلك المنوعة الشهيرة ، وكذلك الشأن بالنسبة للمطربين العرب ويعود الفضل للإذاعة والتلفزة التونسية ، وللمنشط الالمعي نجيب الخطاب في شهرة ونجومية العديد منهم على غرار: لطفي بوشناق وصابر الرباعي وأمينة فاخت ولطيفة العرفاوي ونجاة عطية وفيصل ولمياء الرياحي وشكري بوزيان وهشام النقاطي ونبيهة كراولي والزين الحداد وغيرهم من تونس… ووليد توفيق وراغب علامة وملحم بركات وباسكال مشعلاني وغيرهم من لبنان كما كانت منوعته ايضا فضاء للمطربين ومطربات المغرب العربي من الجزائر و ليبيا والمغرب وموريتانيا ثم انتج منوعة « على الهواء  » مع رفيق دربه عبد الجبار البحوري التي امست تبث كل مساء كل يوم سبت ، ثم خاض غمار برامج الالعاب والمسابقات فكانت البداية « ب5/ 5  » وكان اول « من اهدى السيارة والفيلا » الى جانب الميئات من الجوائز المالية القيمة وتذاكر السفر للحج والعمرة … ثم المنوعة الرمضانية « صحة شريبتكم  » التي انتج منها في رمضان سنة 1996، « 30 حلقة » طوال شهر رمضان المعظم ، مما جعل النقاد يصفونه « بالمجنون » في معناها الايجابي ، لأنه ليس من السهل انتاج منوعة يومية بإمكانات التلفزة المتواضعة انذاك … ليعود من جديد للمنوعات وسهرية ليلة الاحد بمنوعة  » من غير مواعيد « ثم  » سهرية على الفضائية  » بعدما تحول البث من المحلي الى العالمي ان صح التعبير وكانت تلك المنوعات مقصد كل النجوم وملاذا للمشاهدين من تونس ومن البلدان العربية …
ذات صباح من يوم السبت 18 افريل 1998 استفاق التونسيون على خبر صادم بثته الاذاعة الوطنية في نشرة السابعة صباحا وتداولته وكالات الانباء والفضائيات العربية وحتى الفرنسية …الرحيل المفاجئ للنجم نجيب الخطاب اثر نوبة قلبية ..فبكاه الملايين وشيعه الالاف من اهله وزملائه وعشاقه وأحبائه الى مثواه الاخير بمقبرة « سيدي عمر  » بالكرم الغربي مسقط رأسه… كما انهم استشاطوا غيضا لان التلفزة التي خدمها بحماس ومحبة وجهد وإخلاص ، لم تبث إلا صورا نادرة من جنازته … كما حجبت ايضا ذكرى اربعينيته بعدما تم تسجيلها… وبرحيله ترك نجيب فراغا مدقعا على مستوى انتاج المنوعات ، وحتى حصص الالعاب لم يقدر اي كان من منشطي اليوم على ملئه… رغم ما جادت به ثورة 14 جانفي 2011 من حرية للتعبير ومن تنوع وكثرة في المشهد في وسائل الاعلام السمعية والبصرية العمومية والخاصة …لكن ما يحسب للتلفزة التونسية في مقرها الجديد ، انها اطلقت اسمه على اكبر استوديو للمنوعات اعترافا بالجميل له وما اعطاه من اضافة لها … فنم قرير العين يا نجيب وألف رحمة على روحك الطاهرة .

عبد الستار النقاطي

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma