البث الحي

الاخبار : متفرقات

charfi1

فوزية الشرفي : الدين الإسلامي لا يتعارض مع التطور وحرية الفكر

صدر مؤخرا عن دار النشر الفرنسية «Odile Jacob» كتاب جديد لفوزية الشرفي بعنوان. «SACREES QUESTIONS pour un islam d’aujourd’hui »

يطرح الكتاب مواضيع عدة لعل أبرزها تفسير المرجعيات الفكرية للمجتمعات المسلمة وتأثّرها الكبير بالتأويلات أو القراءات للحديث والسنة، في سياقات تاريخية مختلفة ولأسباب في اغلب الأحيان خارجة عن المسالة الدينية، على حساب الوحي والنص القرآني.

رؤية الهلال في زمن الفيمتو ثانية

تفسر فوزية الشرفي كمختصة في مجال الفيزياء، لماذا تتشبث المجتمعات المسلمة ممثلة في أصحاب القرار، باعتماد الرؤية في تحديد المناسبات الدينية في زمن التطور العلمي والتملك التكنولوجي مؤكدة ضرورة وضع رزنامة للتقويم الإسلامي حيث يعتمد علماء الفيزياء الفمتوثانية لقيس الوقت والمسافة –والفمتوثانية (femtoseconde) تساوي مليون مليار كوادرليون جزء من الثانية والنسبة بين الثانية والفيمتو ثانية كالنسبة بين الثانية و322 مليون سنة — وهذا يفسر ببساطة إمكانية تحديد دخول الأشهر القمرية بدقة عالية لسنين قادمة إن لم نقل لأجيال. هذا التشبث بالتقليد ورفض التجديد والأخذ بناصية العلوم للتطوير في المستوى العلمي والاجتماعي تفسره فوزية الشرفي بتأثير ما تسميهم « les hommes de tradition » مبينة في أكثر من موضع وأكثر من مسألة أن العديد من الأحكام هي من تأويل الفقهاء ولا بد من التفكير فيها ومراجعتها استنادا إلى النص القرآني كمسألة المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث.

|

« الاستثناء التونسي مهدد »
وعن سؤالنا بخصوص التحاق العديد من الشباب من الاختصاصات العلمية بالجماعات المتطرفة  و الحال ان العقل العلمي  ناقد بالضرورة ورافض للدوغمائية والمسلمات،وضحت فوزية الشرفي أن مسارات التكوين العلمي  تعاني من نقص كبير في المواد التي تدرب الطالب على التفكير النقدي والتنسيب،وليس في تونس فقط بل في العديد من الدول بالإضافة إلى  تدريس العلوم الصحيحة والتي تقدم على اعتبارها حقائق مطلقة لا تقبل النقد في حين تنمي المواد الاجتماعية والفنية والفلسفية التفكير النقدي وتدرب الشاب على التنسيب مما يساعد على اخذ المسافة اللازمة وإعمال العقل نافية أن يكون العقل العلمي عقلا مغلقا بل بالعكس موضع الخلل يكمن في طريقة التدريس.

|

من المسائل التي تطرقت إليها فوزية الشرفي في هذا الكتاب تلك المتعلقة بالمرأة التونسية والتي خصصت لها حيزا هاما تحت عنوان « الاستثناء التونسي مهدد » واعتبرت الكاتبة أن ما راكمته التجربة التونسية في مجال حرية المرأة يعتبر موروثا هشا ولا بد من تضافر كل الجهود للحفاظ عليه وتدعيمه وصد محاولات الحد من هذه الحريات والمكاسب معتبرة أن اكتساب مبادئ المساواة بين المرأة والرجل تنطلق من المدرسة والتعليم وتستحضر فوزية الشرفي واقع المدارس القرآنية التي وجدت إبان الثورة والتي تقدم تكوينا مختلفا عن  المدرسة العمومية التي يجب أن تكرس مبادئ الجمهورية و علوية القانون، والمساواة بين المواطنين بقطع النظر عن الجنس والعرق والانتماء الديني.

|

طرحت فوزية الشرفي أسئلة كثيرة تطرقنا لبعضها وأهملنا البعض الآخر ولكن أهم الرسائل التي ضمنتها في عملها / SACREES QUESTIONS pour un islam d’aujourd’hui مفادها أن التطور العلمي والذي حققه العالم العربي في مرحلة النهضة الفكرية أو مرحلة اليقظة العربية مرده انفتاح العرب على الموروث العلمي والفكري للبشرية قاطبة في تلك الفترة وتفسر التراجع والتخلف الذي عرفه العالم العربي في ما بعد بالتأثير التدريجي والمتنامي لبعض « الفقهاء » و »علماء الدين » الذين قرروا في مرحلة من مراحل تاريخنا تقييد الحرية الفكرية وتحديد مجالات الإبداع الفكري والفني والعلمي والثقافي. مؤكدة  أن الدين الإسلامي دين علم لا يتنافى وروح العصرو وجود المرجعية الفكرية والعلمية اللازمة داخل الفكر العربي للحد من تأثير المرجعيات الإسلامية المتطرفة ولتطوير كل مجالات الحياة العلميّة والسياسية والاجتماعية. ولعل اعتمادها في هذا الكتاب وبصفة حصريّة على المفكرين العرب اكبر دليل على ذلك.

Livre-

لبوابة الإذاعة التونسية : أجرت الحوار نائلة الساحلي
تصوير سفيان بن نجيمة

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma