البث الحي

الاخبار : متفرقات

jtc-2015-640x405

صدور وثيقة إعلان قرطاج لحماية المبدعين المعرضين للمخاطر

اعدت الهيئة المديرة للدورة 17 لأيام قرطاج المسرحية وثيقة  » اعلان قرطاج لحماية المبدعين في مناطق الحروب . و سيتم تقديم نص الاعلان في الافتتاح الرسمي للتظاهرة .

الاعلان بادرت الهيئة المديرة لأيام قرطاج المسرحية بإعداده مع مجموعة من المثقفين و الفنانين و ممثلين عن المجتمع المدني من أجل توفير الاطار القانوني على المستوى الدولي يقضي بحماية المبدعين و الفنانين  في مناطق الحروب و النزاعات في كل بقاع العالم ، و جاء الاعلان كالتالي :

إن الموقعين على هذا الاعلان، إذ يعتبرون، أن الفن نشاط ضروري للإنسانية، باعتباره يمكّن الإنسان من تحقيق ما هو إنساني فيه، وهو قوة كاشفة وقدرة على التأثير وممارسة معقّدة ومتعددة الأبعاد، تتيح للإنسان حيزا من الإمكانيات غير المتوقعة، بإمكانها أن تغير نظرته الى العالم،

واقتناعا منهم بأن الفن يُعيد صياغة الحياة، ويُذكي الروح الفردية ويشارك في تأسيس الفرد لذاته ويهيئه للانفتاح على الآخر، ويحفز المخيال الاجتماعي ويطوّر العقليات الجماعية ويشجع على التنوع والتعدد ويربّي على المواطنة ويقاوم محاولات التأثير في الآراء والسلوكيات والاستلاب ويشجع على التفرد ويساهم في اكتساب المعارف والتمكن من التقنيات ويسهم بالتالي في تقدم الإنسانية،

وإذ يذكّرون بأن الفنان، وفقا لتعريف اليونسكو هو « كل شخص ينجز أو يساهم من خلال آدائه، في إنجاز أو إعادة إنجاز أعمال فنية، ويعتبر أن عمله الفني عامل أساسي في حياته، وأنه يساهم بالتالي في تطوير الفن والثقافة، ويكون معترفا به أو يسعى لأن يكون معترفا به كفنان، بغض النظر عن ارتباطه أو عدم ارتباطه بعلاقة عمل أو أية علاقة تشاركية ».

وإذ يأخذون بعين الاعتبار تعدد الفنون وتنوع السياقات الفنية ووضعيات الفنانين في مختلف مناطق وبلدان العالم وحتى ضمن نفس التخصصات الفنية والطرق التي يتبعها الفنانون للتعبير عن مواهبهم وإنجاز أعمالهم والمعاني الجوهرية التي يودعونها فيها،

وإذ يلاحظون أنه على الرغم من هذه الفوارق، فإن الفنانين، رجالا ونساء، ما فتئوا يتعرضون بشكل متزايد لأعمال غير مقبولة تطال سلامتهم الجسدية والمعنوية وتحرمهم من حقهم في الإبداع بحرية وتعيقهم عن التمتع مليئا بالحق في حرية التعبير وتعيقهم عن ممارسة مهنتهم التي يقتاتون منها، خاصة في الدول غير المستقرة وفي مناطق النزاع المسلح، سواء المحلية أو الدولية،

وإذ يعتتقدون أنه من الضروري، بقدر ما هو من العاجل، تخصيص إعلان ينادي بحماية المبدعين المضطهدين، والمعرضين للمخاطر أو الذين هم في وضعيات غير آمنة وهشة، ومحفوفة بالمخاطر، في المناطق ذات الخطورة ومناطق الصراعات المسلحة، وأخذ التدابير اللازمة ووضع آليات محددة لتأمين هذه الحماية.

وايمانا منهم بأن ميثاق الأمم المتحدة حمّل الدول المسؤولية الأولى في ضمان احترام الحقوق الأساسية للإنسان وكرامة وقيمة الذات البشرية والمساواة في الحقوق بين الرجال والنساء والمحافظة على السّلم والأمن الدوليين،

وإذ يسجلون إقرار الحق في المشاركة في الحياة الثقافية، المنصوص عليه في الفصل 27 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الفقرة الأولى، والفصل 15 من الإعلان العالمي المتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية (الذي دخل حيز التنفيذ في سنة 1979) الذي يدعو الدول الى الاعتراف بحق كل شخص في المشاركة في الحياة الثقافية، والاستفادة من التقدم التكنولوجي وتطبيقاته والتمتع بحماية الحقوق المعنوية والمادية المنجرّة عن أي إنتاج علمي، أو أدبي أو فني من انتاجاته.

وإذ يؤكدون مجددا تعلقهم بما ورد في الفصل 19 من كلّ من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948) والعهد الدولي المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية (1966) و خاصة الحق في حرية الرأي والتعبير، وتحديدا حق كل شخص في عدم التعرض الى أي مضايقات أو ملاحقة نتيجة لآرائه، وفي البحث عن المعلومات والأفكار وتلقيها وترويجها، دون اعتبار للحدود، وسواء كان ذلك بطريقة شفوية أو كتابية، أو مطبوعة أو في شكل فني أو بأي طريقة أخرى من اختياره،

واعتبارا لحق المبدع في حماية الحقوق المعنوية والمادية المنجرّة عن أي إنتاج علمي أو أدبي أو فني من انتاجاته ، الذي أقره الاتفاق الدولي لحماية الفنانين المؤدين أو المنفذين، ومنتجي التسجيلات الصوتية وهيئات الإذاعة (روما 1961 )، دون يتعارض مع حماية حقوق المؤلف فيما يتعلق بالأعمال الأدبية والفنية، وفقا لمنطوق اتفاقية بارن (لسنة 1886) والاتفاقية الدولية حول حقوق المؤلفين، التي تم تنقيحه في باريس في 24جويلية 1971.

وإذ يذكّرون باتفاقية جينيف المؤرخة في 12 أوت 1949 والبروتوكول الإضافي المؤرخ في 8 جوان 1977 والمعايير الخاصة بالحماية الإنسانية للأشخاص المدنيين والأشياء العينية المدنية المنصوص عليها في الاتفاقية الرابعة وتحديدا العنوانين الأول والثالث والقرارات 1265 (لسنة 1999) و1296( لسنة2000) و1674 (لسنة 2006) و1894 (لسنة 2009) المتعلقة بحماية المدنيين زمن النزاع المسلح، والمعايير الأخرى القابلة للتطبيق في القانون الدولي، التي تنظم حماية حقوق الإنسان الأساسية زمن النزاع المسلح ذي الطابع الدولي.

وإذ يلاحظون بانزعاج أن عمل المبدعين والأشخاص الذين يشاركونهم فيه، كثيرا ما يعرضهم لمخاطر من نوع خاص على غرار أعمال الترهيب والهرسلة وأشكال أخرى من العنف، والاختطاف والتصرفات الوحشية، أثناء ممارستهم لوظيفتهم خاصة زمن النزاع المسلح.

وإذ يؤكدون مجددا على أنه من واجب الدول في المقام الأول، في أوقات السلم والحرب اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية الفنانين المعرضين للخطر، وخاصة حماية حقهم في حرية التعبير والإبداع وإعادة الابداع وأداء الأعمال الفنية،

واستنادا للتوصية المتعلقة بوضعية الفنان، التي تبنتها اليونسكو (1980) والتي تدعو الدول لضمان تمتع المبدع بالحماية التي يكفلها القانون الدولي والوطني في مجال حقوق الإنسان وأيضا تلك التي تكفلها مختلف آليات الحماية الاجتماعية للفنانين التي أوصت بها النصوص المشار إليها وكانت محل توصية في دول الاتحاد الأوروبي،

و إذ ياخذون بعين الاعتبار القرار الذي تبنته قمة كوبنهاغ (2012) حول حرية التعبير الفني، التي جمعت ممثلي أكثر من 1400 منظمة وشبكات دولية، وهو القرار الذي نبه إلى الحاجة الملحة لإطلاق مبادرة دولية لحماية وتعزيز حرية التعبير الفني والإبداع ومساعدة الفنانين الذين يتعرضون إلى صعوبات والتعرف إلى وضعيات الفنانين من ضحايا الهرسلة والرقابة، وحمّل الحكومات مسئولياتها بموجب الاتفاقات الدولية والقوانين الوطنية ذات الصلة،

واستلهاما من الفصل 79 من البروتوكول الإضافي المتعلق بحماية الصحفيين أثناء تأديتهم لواجباتهم المهنية المحفوفة بالمخاطر، في مناطق النزاع المسلح ومن القرار المماثل رقم 1738 (لسنة 2006) حول حماية الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي والأشخاص ذوي العلاقة زمن النزاع المسلح،

وإذ يعتبرون أن أحكام الإعلان الذي نحن بصدده تنسحب على المبدعين الذين هم في وضعية هشّة وعرضة للمخاطر، بغض النظر عن طبيعة وجودة العمل الفني الذي ينتجونه، خاصة في مناطق النزاع وزمن الحروب، ودون تمييز، على أساس العرق أو الجنسية أو الدين أو الآراء السياسية،

واعتبارا لأن أيام قرطاج المسرحية 2015 في دورتها 17 تنتظم من 16 إلى 24 أكتوبر 2015 بتونس، تحت شعار: « المسرح وحقوق الإنسان »،

يعلنون، وكلهم وعي بوضعية المبدعين المعرضين للمخاطر وخاصة في مناطق النزاع المسلح، ما يلي:

1_ كل نيل من حرية التعبير الفني وكل إعاقة لتألق الموهبة الإبداعية إنما هو تفقير للعالم
2_ أن ضمان الإبداع الفني وحماية المبدعين وتحسين وضعياتهم واحترام مجمل حقوقهم غير القابلة للتصرف تساهم في الدفاع عن الحرية والعدالة والسلم في العالم
3_ أن الفنانين يمثلون الضمير الحي للإنسانية، وأن حمايتهم مسئولية جماعية تستوجب تظافر جهود كل السلطات العمومية والحكومية والمدنية،

ولهذا الغرض يوصي الموقّعون بما يلي:

1- منح المبدعين المضطهدين، الذين هم في وضعية هشة أو عرضة للمخاطر في المناطق الخطرة وتحديدا في مناطق النزاع المسلح، وضعية دولية خاصة تسمح لهم بممارسة مهنتهم بحرية.
2- إحداث تأشيرة « فنان- مبدع » ، الهدف منها تيسير الإجراءات التي تتيح للمبدعين المذكورين بالمشاركة في مشاريع فنية متعددة الأطراف، وفي الفعاليات الثقافية الدولية، وترويج أعمالهم الشخصية،
3- إلتماس المساعدة من الهيئات الدولية خاصة منظمة اليونسكو لتمكين المبدعين من وثائق سفر مستوحاة من جواز السفر الديبلوماسي ووثائق السفر الممنوحة للاجئين ولمن لا وطن لهم ،
4- إحداث صندوق ممول بواسطة موارد وطنية ودولية عمومية وخاصة ، بهدف مدّ يد المساعدة للمبدعين المذكورين في شكل هبات أو دعم للإبداع،
5- اتخاذ إجراءات من شأنها تسهيل الإدماج المهني للمبدعين المذكورين وخاصة منحهم بطاقات إقامة وتسهيلات تتيح لهم ممارسة مهنتهم،
6- توسيع الحماية الممنوحة للمبدعين المذكورين لتشمل أقاربهم والأشخاص الذين يتولون الدفاع عنهم في بلدانهم مما يعرضهم للمخاطر والتتبعات والترهيب،
7- اتخاذ إجراءات عاجلة للدفاع عن المبدعين وتتبع المعتدين عليهم قانونيا، على المستويين الوطني والدولي،
8- تحسيس الرأي العام الدولي بوضعية المبدعين المذكورين وتكوين شبكة تضامن، ومجالس استشارية تتكون من متخصصين في القانون ومحامين للدفاع عن المبدعين المذكورين، ويكون ذلك في شكل استشارات قانونية في مجال حرية الإبداع وحقوق المؤلفين
9- اتخاذ إجراءات لتيسير تنقل وسفر المبدعين المذكورين ودعوتهم للمشاركة في الفعاليات والمشاريع الثقافية الدولية وتعويضهم عن الأضرار التي قد يتعرضون لها بسبب وضعيتهم كفنانين، من خلال – على سبيل المثال- الترويج لأعمالهم و دعم انتشارها،
10- الدفاع عن حق المبدعين المذكورين في تقديم وترويج أعمالهم على الساحة الدولية، مع إمكانية العودة إلى بلدانهم الأصلية، دون التعرض للمضايقات أو للانتقام أو المنع من السفر.
*لجنة الصياغة: حمادي الرديسي: جامعي، مريم بوسالمي: محامية،  الأسعد الجموسي:جامعي

المصدر : موقع راديو المسرح  

بقية الأخبار

اتصل بنا

النشرات-الاخبارية

podcast widget youtube

تابعونا على الفايسبوك

spotify podcast widget

مشروع-اصلاح

moudawna

mithek

tun2

talab

maalouma